بحث حول مفهوم المدينة من منظور علماء الاجتماع
تقديم عام :
وبالرغم من أنَنا نحيا في المدينة ونعيش فيها، ,ورغم أن الكثير من العلماء يدركون ماذا تعني كلمة المدينة بالنسبة لهم، لكن أحدا منهم لم يقدم تعريفا جامعا شاملا للمدينة، وعادة يستخدم علماء الاجتماع كلمة المدينة للإشارة إلى المنطقة التي يسكن في نطاقها سكان الحضر. وهكذا فإن تعبيرات مثل المجتمع الحضري والحضرية والتحضر إنما هي تعبيرات تستخدم للدلالة على الحياة الاجتماعية في المدينة كما قد استرعى نظر المهتمين بدراسة المجتمع منذ أجيال بعيدة وجود طابعين متميزين من المجتمعات تختلف طبيعة كل منها عن الآخر .
فهناك الحياة القروية أو الريفية بطابعها البسيط العائلي وثقافته التقليدية ، وهناك المدينة بطابع حياتها المعقد حيث تقوم علاقات الأفراد على المصلحة و المنفعة وثقافة سريعة التغيير[1]. كما قد تنبه عدد كبير من العلماء الى الاختلاف القائم بين الحياة المدنية و الحياة القروية من جهة ثانية ، بدءا بابن خلدون الذي ميز و أشار الى حياة الحضر و حياة البدو . قاصدا بالأولى الحياة المدنية أو الحضرية و بالثانية الحياة الريفية او القروية بشكل عام ، ودلك على اختلاف التسميات و الترجمات حول هذا العلم . فرغم كون هذه النظرة الخلدونية نظرة كلية ينقصها التحليل الواضح الذي يحدد طبيعة وماهية كل طابع منها وان كان ابن خلدون بالذات قد قام ببعض الجهود التي تفوق غيره من العلماء في تحليل خصائص كل المجتمع ، كما نسجل أيضا أن الاهتمام و الالتفات بالحديث عن المدينة كان محاولة قديمة قدم الحضارات الانسانية فلاشك أيضا أنها ارتبطت البدايات الاولى للدراسة العلمية لها بنشأة علم الاجتماع وتطوره ، وزيادة على دلك أن المشتغلون بعلم الاجتماع الحضري يكادون على الجمع أن الارهاصات الاولى و الحقيقية لنشأة وتطور هذا العلم كمجال للبحث و الدراسة ، كان الفضل يرجع الى العالم الامريكي روبرت بارك[2] الذي سنفصل في تصوره حول الحياة المدنية فيما بعد .
من هنا اذن ، يتبين لنا بالملموس و المطلق أن البحث و التوغل في المدينة وعلاقتها بالتصورات التي قدمها علماء الاجتماع قد تختلف واحداها عن الأخرى وقد تتوافق احداهما مع الأخرى ، كما يمكننا ان طرح مجموعة من الاشكالات في ما يخص علماء الاجتماع الذين تناولوا موضوع المدينة و حاولوا تقديم توضيحات حول هذا الشأن أمثال فرديناند تونيز و جورج زيمل و ماكس فيبر و اميل دوركايم في أوروبا ، ثم روبرت بارك و لويست ويرث و دافيد هارفي و هونري لوفيل في أمريكا حول كيف تناول كل من هؤلاء موضوع المدينة ؟ وكيف ميز كل من زاويته المدينة عن القرية ؟ ثم أخيرا الى أي حد استطاعة هذه التصورات ان تتجاوز الاشكالية المطروحة في الحسم بأن هذه مدينة وتلك قرية ؟
مرحلة النشأة و التطور : اتجاهات كلاسيكية :
ü في أوروبا
مما لاشك فيه ان علم الاجتماع الأوروبي أفسح مجالا شاسعا و واسعا للدراسات الحضرية كجزء متكامل فيه منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، مع العلم أن '' فوستيل دى كولانج '' قدم تحليلا للعلاقة بين المؤسسات المدنية و الدينية في اليونان و الرومان ، كما لايخفى عنا ايضا أن اميل دوركايم تأثر بدوره بأعمال كولاج خاصة تلك الاسباب حول تدهور التكامل الاخلاقي الذي ارتبط دائما بمؤثرات المدنية . ان علم الاجتماع الحضري يرجع الفضل في تأسيسه الى العديد من أعمال رواد علم الاجتماع في أوروبا بصفة جوهرية و أساسية مع العلم أن هؤلاء العلماء أن ما قدموه ما هو الا استجابة للتحول الحضري الكبير الذي عايشوه فانطلقوا بجهودهم في التفكير و فهم مركز و دقيق لانماط الحياة الاجتماعية التي تأثرت في هذه الحقبة بالتصنيع و التحضر . ان ما يمكن قوله في هذا الصدد أنه للحديث أو السرد في تصورات علماء الاجتماع حول مفهوم المدينة و الذي يتغير طبعا من سياق لآخر لابد للحديث و الاشارة أيضا الى علم الاجتماع الحضري الذي استند الى أعمال هؤلاء العلماء و التي مثلت أعمالهم تلك الأسس الفلسفية الأولى ، هؤلاء العلماء و الرواد المراد ذكرهم فرديناند تونيز ، ماكس فيبر ، جورج زيمل في ألمانيا ، و اميل دوركايم في فرنسا .
ü المدينة من منظور فرديناند تونيز( 1855-1936):
فرديناند تونيز 1855 - 9 1936) عالم اجتماع الماني اـني، كان أحد المساهمين الرئيسيين في إرساء النظرية الاجتماعية والدراسات الميدانية. اشتهر تونيز بتمييز بين نوعين من الفئات الاجتماعيةوهي المجتمعات العامة والجماعات المحلية. كما شارك في تأسيس الجمعية الألمانية لعلم الاجتماع، وتولى رئاستها بين عامي 1909-1933، عندما أطاح به النازيون. ويعتبر تونيز المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع في ألمانيا المعاصرة، وقد ألف كتبًا في علم الاجتماع منها كتاب "الجماعة المحلية والمجتمع العام" وقسم علم الاجتماع إلى ثلاث فروع:
1. علم الاجتماع النظري : وهو دراسة الحقائق الاجتماعية المجردة.
2. علم الاجتماع التطبيقي : وهو دراسة العمليات المؤدية إلى التطور الاجتماعي.
3. علم الاجتماع التجريبي : وهو استخدام الحقائق النظرية في الدراسات البيئية.
لقد ميز فرديناند تونيز بين مجتمعين الأول ذو الطابع العائلي أو المجتمع المحلى ثم المجتمع ذو الطابع الرسمي أو العقدي نسبة الى (علاقة العقود الرسمية ) التي بها يشتغل هذا المجتمع ، فلا شك اذن أن تونيز قصد بالمجتمع الرسمي أو العقدي المجتمع المدني أو المدينة بلغة العصر و التي تتميز بمجموعة من الشروط و الخصائص ، كما هو جدير بالذكر أنه قدم الاساس المنطقي النظري لتعريفات الدراسات الحضرية أو التي بها نميز المدينة عن غيرها .
ولعل هذه الاسس التي تحدث عنها تونيز ترتكز على النظم و المؤسسات الحضرية المميزة و التي تطورت فيما بعد في الثراث '' دراسة المجتمع المحلي '' داخل مجال علم الاجتماع الحضري[3] ان تونيز حينما يصف لنا المجتمع المحلي أو العائلي Gemeimschaft فهو يصفه بكونه يضم كل العلاقات التي تنج عن العاطفة و العادات و المعتقدات العامة و الثقافة المشتركة اذ تتميز هذه المجتمعات بالألفة و الثبات ووضوح الادوار و عدم تصارعها الى جانب سيطرة الشعور بالجمعية و يعني تونيز هذه المجتمعات بالريفية أو القروية .
أما في وصفه للمدينة فيذكر فرديناند تونيز المجتمع الذي سماه بالرابطة أو المجتمع Gesllshaft وهو مثال أو نمط مختلف للعلاقات الاجتماعية التي تتمز بصفة تعاقدية و الروابط غير الشخصية و النفعية بين الافراد و العقلانية و سيطرة الفردية و المصلحة الخاصة ، ان تونيز يعني بالمجتمع أو الرابطة أو الطابع الرسمي فكلها أوصاف تدل على المدينة أو الحضرية . ان الافكار التي أتى بها تونيز في كتابه '' المجتمع المحلي و الرابطة '' 1887. احتوى بالملموس و المطلق تصور البدايات الاولى لعلم الاجتماع الحضري ، كما قدم الاساس المنطقي النظري لتعريفات الدراسات الحضرية التي ركزت بحوثها حول المدينة .
ü المدينة من منظور ماكس فيبر 1864-1920 :
لقد عرف فيبر المدينة في ضوء التراتبات الاجتماعية التي تسمح بالتطور الكامل للقدرات الفردية و التجديد الاجتماعي . أي أن هذا التعريف كالنمط المثالي الذي عني به فيبر كتجريد لا يوجد على ارض الواقع و لكنه يساعد على تطوير التفسيرات المقارنات النظرية ، والحقيقة أن هذا النمط عند فيبر بمثابة بلورة للتقليد اعتبر المدن مراكز للحضارة و موقع للتغير التاريخي تمتد بعمق الى الوراء في التاريخ الأوروبي .
يوضح فيبر أيضا هذا الأمر تمكن من خلال دراسته '' المسحية '' للمدن التاريخية في أوروبا و الشرق الأوسط و مقارنتها بمعرفته الشخصية للمدن التاريخية مثل الهند و الصين و توصل الى ان يطور تعريفا لما اطلق عليه ( المجتمع الحضري الكامل ) . وتجدر الاشارة ان تعريف فيبر للمدينة ضرورة سيطرة العلاقات التجارية ثم وجود الحصن و السوق و المحكمة و الاستقلال الذاتي ، اذا تأملنا في عناصر التعريف :
· المجتمع الحضري الكامل يجب أن يقوم على علاقات تجارية :
هنا نستحضر التعريف الفيبري للمدينة ، على اعتبارها بيئة فيزيقية ولكنها أيضا تنظيم منذ البداية حول نمط معين من التبادل الاقتصادي ، هكذا اذن نستنتج الأهمية القصوى التي أعطاعا فيبر للجانب الاقتصادي و بالضبط الجانب التجاري ، مع العلم أن سكان المدينة من المستحيل أن يحققو اكتفائا ذاتيا هذا اذا ما قارناهم مع سكان الريف .
· المجتمع الحضري يجب ان يحقق على الكامل الاستقلالية و يتمثل هذا الاستقلال في وجود محكمة و قانون خاص به ، ثم استقلال ذاتي من الناحية السياسية و من الناحية العسكرية يتضمن انساق خاصة للتحصينات و الجيوش للدفاع النفس في حالة الضرورة و الحاجة الى ذلك .
ان ماكس فيبر أكد أن مدن العصور الوسطى المحصنة و المكتفية بذاتها هي وحدها التي يمكن تصدق عليها صفة المجتمع الحضري على عكس أنه لم يعلق آمالا كبيرة على مدن القرن العشرين [4].
كما أن ماكس فير لم يكن متشائما من جهة ثانية حيث أن النتائج التي توصل اليها بصدد المجتمع الحضري الكامل و الذي تجسدت معالمه في مدن العصور الوسطى كمدن تضمنت بالفعل مميزات و خصائص المدينة ، كان قد دفع كل دلك فيبر الى امكانية تحقيق حياة مدنية و أفضل من المدن الحديثة من جديد . لكن بشرط توفير الشروط التي يتضمنها تعريفه للمدينة وقد تحدث عن دلك في النمط او النموذج المثالي للمجتمع الحضري الكامل .
هكذا نستنتج ، أن فيبر كان مختلفا تماما مع تونيز الذي تحدث عن مجتمعين المجتمع المحلي و المجتمع أو الرابطة وغيره من المنظرين من علماء الاجتماع ، الذين نظروا الى المدن الحديثة على أنها انتاج و تطور طويل وحتمي للمجتمع ، فماكس فيبر من جهته يرى ان التاريخ لا يعني بالضرورة تحقيق التقدم . و على هذا الاساس لم تكن المدينة سببا وحيدا للحياة للتحضر و التقدمية بل ان المدن الأخرى في عدة ثقافات مختلفة ومراحل تاريخية متفاوتة أن المدن كانت أكثر ارتباطا بعمليات أكبر منها و انها اختلاف هذه العمليات و تعارض هذه التوجيهات سيؤدى بدون شك الى اختلاف طبيعة حياة المدن بالدرجة التي تجعلنا لا نتوقع ان تنتج المجتمعات الاقطاعية . كما أوضح '' فيبر '' أن أوربا قد بدت تشهد مجتمعات محلية حضرية تعتمد أساسا على التجارة وتتمتع بقدر ملحوظ من الاستقلال الذاتي، وهذا يعني أن المحدد الرئيسي للوسط الحضري يعود إلى وجود مركز تجاري وهو السوق Marchéباعتباره شكل للتجمع البشري. فالوسط الحضري حسب ماكس فيبر هو شكل اقتصادي ينبغي أن يتوفر فيه على سوق محلي، يتجاوز الإنتاج فيه والتبادل سكان المدينة (الوسط الحضري) إذ أنه نتيجة التخصص الإنتاجي للسوق، فإن سكان القرى المحيطة يترددون عليه، ويتعاطون البيع والشراء في منتجات الحرفيين وسلع الإتجار معا، ومن الطبيعي أن يتعاطى سكان المدينة (الوسط الحضري) أنفسهم في هذا السوق البيع والشراء[5].
ü المدينة من منظور جورج زيمل ( 1848-1918) :
مما لا يخفى عنا ان زيميل أثر من جانبه على الدراسات الحضرية تأثيرا شاسعا ، و يتبين دلك في تحليلاته السوسيولوجية مدى أهمية علم الاجتماع في فهم و تحليل العلاقات الاجتماعية بين الافراد ، خاصة في مجال يخص تلك التفاعلات الانتقالية التي كانت مهملة ولعل أهم ما قدمه من أعمال ترتبط بالدراسة الحضرية .
ان "جورج زيمل" Georg Simmel تحدث أن المجهولية هي الميزة الأساسية للوسط الحضري، فهي تقوم على علاقات اجتماعية منفصلة ومتباعدة ، فأفراد المجتمع يجهلون بعضهم البعض حتى وإن كانوا في علاقة الجيرة، فالحياة بالوسط الحضري تتسم باستقلال أفرادها، فهم غالبا ما يتميزون بصفة الفردانية والنفعية، وهذا يرجع أساسا في نظره إلى حجم المدينة التي أثرت بشكل كبير في العلاقات الاجتماعية وجعلت الفرد أكثر وعيا بذاته وأكثر حرية لكنه في الوقت نفسه هو أضعف من ناحية العلاقة مع الآخر.
بصيغة أخرى يوضح زيمل الآثار المتعارضة للمدينة الكبيرة على شخصية الحياة الحضرية او الحياة المدنية بلغة العصر ، حيث تمنح في نفس الوقت هامشا من الحرية و الاقصاء ، على اعتبار أن المواطن يوجد في ملتقى العديد من الدوائر الاجتماعية حيث ينفلت أكثر فأكثر لمراقبة الآخرين ليعيش حياة أكثر فردية و سرية .[6] مقصيا هنا الاتجاه الذي يكون تأثير المواطن محدودا على العالم الذي يتطور ويتجاوزه ، فالحياة الحضرية اذن هي في نفس الوقت فردية و جماعية ، وسيهيكل زيمل هذا الاهتمام البنيوي عبر الطرح المفاهيمي للآجنبي ، هذا الأخير يحاول بالطبع أن يحمل خصائصه التي تميزه الى عالم يبقى في جميع الأحوال خارجيا بالنسبة له .
ü المدينة من منظور إميل دوركايم 1858 – 1917:
أما العالم الفرنسي اميل دوركهايم ، فقد قدم نظرته الى العلاقة الاجتماعية في المجتمعين فقال أن المجتمع الريفي أو القروي أو الجماعات المتشابهة له تتسم بعلاقة تماسك ميكانيكية حيث يتعامل أفراد المجتمع تلقائيا ويستجيبون لبعضهم ميكانيكيا Mechanic ، أما الطرف الآخر و هو الذي يهمنا في بحثنا هذا المتواضع هو ذات طابع عضوي Organic فهي حياة تعتمد على تبادل المنفعة في استجابتها و تماسكها [7] وبصيغة أخرى أن كل فرد من داخل الحياة المدنية يؤدي وظيفة معينة من داخل الجسد المجتمعي من أجل الحفاظ على توازن و استقارار المجتمع ولتوضيح الفكرة أكثر مما يكون فتصورات اميل دوركايم تمحورت حول المجتمع التضامل الآلي و التضامن العضوي فالتضامن الآلي يشير الروابط الاجتماعية التي تقوم على التشابه و المماثلة و المعقدات و العادات و الطقوس و الرموز المشتركة ، ان مثل هذا النوع من التضامن يعتبر آليا . لأن المشاركين فيه متطا بقين في وجوه عديدة و يتحدون بعضهم البعض بطريقة دون تفكير [8]. أما في ما يخص نمط التضامن العضوي بوصفه نظاما اجتماعيا يقوم على اختلافات فردية بين الناس نتجت عن تقسيم العمل بينهم ، واتصاف هذا النوع من التضامن بالعضوية يرجع في نظر دوركايم الى تخصص الناس في وظائفهم المختلفة و يشبه ذلك بالكان العضوي الحي أي أن بعضهم يتعاونون من أجل مواجهة احتياجاتهم و مواجهة أي خطر خارجي [9] .
كما أن « إميل دوركايم » لا يقف اسهامه فقط على تأسيس السوسيولوجيا كعلم كما يرى البعض بحكم انه أول من عاين الظاهرة الاجتماعية وحدد لها خصائصها ، بل تتجذر في الطرح التاريخي القلق حول قدوم المجتمع الصناعي ، و ما يتسم به من إختفاء الأطر الإجتماعية القديمة ، و ما صاحبه من أزمة في القيم و المعتقدات الجماعية ,
فحينما نتأمل في كتابه « في تقسيم العمل الإجتماعي » فهو يحلل الإنتقال الذي حصل أو النقلة من نمط إجمالي معين للمجتمع ، إلى نمط أخر ؛ فالمجتمع التقليدي فهو يتصف بتضامن ميكانيكي و ذو طابع ثابت ، حيث يمكن للأفراد من داخل هذا المجتمع أن يحل بعضهم ، محل البعض الأخر ؛ و وعيهم بكامله مهموم بالأخلاق و المعتقدات الجماعية ؛ أما المجتمع الجديد او المجتمعات العضوية ، فيتصف بتضامن عضوي : فهو مؤلف من أفراد متمايزين بشكل صريح ، بسبب تأثير تقسيم العمل ؛ و ينعتق الوعي الفردي بشكل كبير من أخلاق الجماعة ، و من قيمها Philippe Cabin + Jean-François Dortier ؛ ونتجت عن دلك تبدلات عميقة إذن ، خلال فترة قصيرة من الزمن ، في بنى مجتمعاتنا ، و نتيجة لذلك تقهقرت الأخلاق التي كانت تتوافق مع النمط الإجتماعي القديم ، دون أن تتطور ـ أخلاق ـ أخرى ، بالسرعة المناسبة في وعينا ـ ضمائرنا ـ ؛ إيماننا مضطرب ، و التقاليد فقدت سلطتها ، و تحررت المحاجبة الفردية من المحاجبة الجماعية ؛ لكن الحياة الجديدة التي إستخلصت ليست منتظمة ، بشكل يكفي الحاجة إلى العدالة التي إستيقظت في قلوبنا Emile Durkheim .
فحينما ننظر الى المتن الإبستمولوجي « لإميل دوركايم » يستحيل حقا ان نجد تعريف خاص بالمدينة رغم أنه قدم قراءات حول المجتمع العضوي ومن هنا يمكننا القول أنه من المستحيل بالمرة إيجاد أو العثور ، على تعريف سوسيولوجي محدد للمدينة ، بكامل خصائصها و و اختلاف تلاوينها و مميزاتها ؛ إلا أن إنشغال دوركايم حول المدينة كان موجودا لكن بشكل غير مباشر أو بشكل مضمر في أطروحته « في تقسيم العمل الإجتماعي » ، حيث سعى لتفسير عملية الإنتقال ، من ذاك التضامن الآلي ، الذي تتأسس عليه المجتمعات التقليدية ـ البدوية ـ إلى ذاك التضامن العضوي ، الذي يميز المدينة و المجتمع الصناعي .
ان هذا النقلة حسب « إميل دوركايم » يدفع بالإرتفاع التدريجي للكثافة المادية ـــ الديموغرافية ــــ في المجتمع ؛ الأمر ، الذي ينتج تلك الكثافة الروحية فيه ؛ أي ، أن إنتقال الإنسان من المجتمعات الأقل تطورا ، إلى مجتمعات متحضرة التي يمكن الاصطلاح عليها بأنها مدنية ، و ذلك بفضل إرتفاع المستوى المادي للكثافة السكانية ، التي تولد بدورها كثافة روحية ؛ يتخللها نوع من التضامن الوظيفي ، بين أفراد المجتمع ، و هو الذي يخلق الحضارة [10] ؛ ففي دراسته هذه ـ تقسيم العمل الإجتماعي ـ تعكس إهتمام عالم إجتماع بتحليل الواقع الإجتماعي ، و تفسير ظواهره الإجتماعية المعقدة ، من أجل معرفة الظروف و العوامل ، التي تؤدي إلى التغيير و التطور الجذري ، في جميع أنماط الحياة الإجتماعية ، و تشكيل العديد من البناءات التنظيمية ، السياسية و الدينية ، و الإقتصادية في المجتمع الحديث [ عبد الله محمد عبد الرحمن ] ؛ ففي تحليله للحياة الإنسانية و الإجتماعية في المدينة ، يرى أن تزايد تقسيم العمل الذي يميز المجتمع الحديث ، يؤدي إلى الإطاحة بالتكامل الإجتماعي التقليدي ، إذ يوجد في نفس الوقت ، شكل جديدا من التماسك الإجتماعي ، الذي يقوم على الإعتماد المتبادل بين الأفراد و الجماعات ، و الذي يعبر عنه بوضوح أكبر في الإتفاقات التعاقدية بين الأفراد و الجماعات [ السيد عبد المعطي السيد ] ؛ فظاهرة تقسيم العمل في العصر الحديث ، تطورت بصورة أكثر تعقيدا ، مما كانت عليه في العصور الماضية ؛ هذا التطور كان نتيجة لظهور متغيرات جديدة في العصر الصناعي الحديث ، مثل إستخدام قوة الآلات و نمو رأس المال ؛ و من ثمة ، كانت الحاجة إلى تحديث نظام لتقسيم العمل ، من أجل تطوير المهن و الوظائف Occupations على أساس التخصص Specialization ؛ ليس فقط في المصانع و المشروعات الصناعية ، و التجارية و التنظيمات السياسية ، و الدينية فحسب ؛ بل في جميع الأنشطة الإجتماعية ؛ و هكذا ، أصبحت ظاهرة تقسيم العمل ، حاجة ملحة ملازمة للتطور و التغير ، الذي حدث في البناءات التنظيمية و الإجتماعية [ عبد الله محمد عبد الرحمن ] .
و في هذا السياق ، توجد عديد من العوامل و الأسباب ، التي تؤدي لزيادة تقسيم العمل ، و تطوره بصورة أكثر تخصصا ، حتى يتلاءم مع حقيقة المجتمع الصناعي الحديث ، و التغيرات التي تحدث في جميع البناءات التنظيمية الإجتماعية المختلفة ، و من أهم العوامل
1. زيادة السكان و كثافتهم
2. تكوين المدن الحديثة و زيادة التحضر
3. التطور السريع في وسائل النقل و المواصلات
بالإضافة إلى ذلك ، توجد بعض العوامل الثانوية الأخرى ، التي تساعد على زيادة تقسيم العمل ، و التخصص ، و هي
* الهجرة Immigration
* الحراك الإجتماعي Social Mobility
* البيئة الإجتماعية Social Enviroment
ان تقسيم العمل ، يختلف بإختلاف حجم المجتمع و كثافة السكان ، و شدة التفاعل الإجتماعي ، فإزدياد عدد السكان هو العامل الأساسي لتقسيم العمل ، فقد ترتب عن ذلك شدة الصراع من أجل البقاء و الإستمرار ؛ فكثرة العدد ، تفرض على الناس ضرورة التخصص المهني ، الذي يتيح فرصة أوسع للحصول على و سائل الحياة [ عبد المالك عاشوري ] ؛ زيادة على كون « إميل دوركايم » حاول الربط في تفسيره لوظيفة تقسيم العمل ، و فكرته للتظامن الإجتماعي ؛ حيث أوضح ، أن للتضامن الإجتماعي أنواع متعددة و أشكال مميزة ، تعكس طبيعة الواقع الإجتماعي المتنوع ، مثل التضامن العائلي ، التضامن الوظيفي و المهني ، و التضامن القومي أو الوطني ، و كل نوع من هذا التضامن ، يعكس بصورة أو بأخرى ، طبيعة تقسيم العمل ، و التخصص و تحديد الواجبات و الحقوق ، داخل كل تنظيم أو جماعة إجتماعية ، إبتداء من تنظيم العائلة أو الأسرة ، حتى التنظيمات الكبرى المعقدة في المجتمع .
ان ما يمكن قوله على سبيل الختم في الشق الدوركايمي ، أن المدينة يطغى عليها ذاك التضامن العضوي ، القائم بين أفرادها المختلفون مع بعضهم البعض ، لأن الفرد في المدينة رغم كونه يصبح أكثر حرية على المستوى الشخصي ، إلا أن ظاهرة تقسيم العمل الكثيفة فيه ، تجعله ـ الفرد ـ في حاجة إلى الآخرين ؛ و من هنا ، فإن التضامن يتم عن طريق الاختلاف ، و ذلك ما يسميه « إميل دوركايم » بالتضامن العضوي بذلك المجتمع الحضري بأعضاء الكائن الحي ، التي تختلف و تتباين ، و لكنها تتكامل و تتضامن ؛ على أي حال ، إن إهتمام « إميل دوركايم » بتناول ظاهرة تقسيم العمل إذن ، لم تأت من فراغ ، بل تعكس إهتمام العالم السوسيولوجي ، الذي إهتم بتناول التغيرات الإجتماعية ، السياسية ، و الدينية التي تحدث في الواقع الإجتماعي ؛ و خاصة أن مرحلة ظهور « إميل دوركايم » و معاصرته لأهم أحداث العصر الحديث ، و هي قيام الثورة الفرنسية ، و ما صاحبها من قيام الثورة الصناعية ؛ و ظهور ما يعرف بنظام المصنع ؛ التي كان لها أثر قوي ، و عامل جوهري في تغيير كل من النظم الفكرية ، الثقافية و الإقتصادية ؛ كل ذلك أدى إلى زيادة الإهتمام بتناول الحقائق الإجتماعية ، و معالجتها في ضوء ظاهرة تقسيم العمل و التخصص ، مع تحليل التغيرات الناتجة ، و أثرها على البناءات التنظيمية ، و خلق تنظيمات و نظم حديثة ، حتى تلائم طبيعة الحياة الإجتماعية المعقدة في العصر الحديث.
في أمريكا :
ü المدينة من منظور روبرت بارك :1864 1944 ( المقاربة الايكولوجية) :
لقد حدد ﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ " ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﻘﺘﺭﺤﺎﺕ ﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﻲ البيئة الحضرية '' ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻘﺩ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺃﻜﺩ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻭ ﺘﻁﻭﻴﺭﻩ ﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﻭ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍﻟﻬﺎ ﺒﺄﺨﺭﻯ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ [11] ﻭ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﺼﺤﻔﻴﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺃﻭﻀﺢ ﻜﻴﻑ ﺃﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻘل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﺭﻭﺘﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﻏﻴﺭ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﺩ ﺤﻠﺕ ﻤﺤل ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺸﻔﻭﻱ ﻭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﻏﻴﺭ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ .
ﻭ يضيف ﺃﻥ من مميزات المدينة هو اختفاء ﻟلروابط ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻘﻭﻡ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ و الفردانية ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﻀﺢ ﺘﺄﺜﺭﻩ ﺒﺄﻓﻜﺎﺭ ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ [12] ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﺒﺩل ﺒﺘﻀﺎﻤﻥ ﻋﻀﻭﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﺒﻴﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﺘﻤﺎﻴﺯﺓ ﻭ ﻤﻨﻪ ﻓﺈﻥ العلاقات السائدة في المدينة ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﺤﻀﺭﻱ ﺒﻜل ﻤﺎ ﺘﻔﺭﻀﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻷﺼﻌﺩﺓ، ﺒﺄﻥ ﺘﻘﻠﺹ ﻤﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﻭ ﺘﻁﻐﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ و حب الذات .
ان روبيرت بارك يرى ان المدينة تكون بمنزلة الآلية التي تنتقي من مجموعة السكان الأفراد المناسبين القادرين على العيش في منطقة محددة وبيئة متميزة ، وتتسع المدن وتكبر وتتنامى عبر سلسلة من عمليات المنافسة و الغزو و الهجرة و التتابع وهذا طبعا وفق السير مع قوانين معينة تشبه القوانين البيولوجية على نحو ما تفعله الاسماك والحشرات في وسط أجواء من المزاحمة الى ان تتوزع وتستقر في بيئة حياتية مناسبة وملائمة معهم ، فالجماعات البشرية تسلك سلوكا مماثلا حين تنشأ الأحياء السكنية ويبدأ سكانها بالتكيف بعضهم مع بعض لتدبير المعيشة وتصبح مراكز هذه التجمعات نقطة استقطاب وتجمع للمصالح الاقتصادية المعيشة و الترفيهية التي تمتلكها وتستخدمها الشرائح المرفهة . و مع اتساع هذه المراكز يبدأ الرعيل الأول بالتحرك خارج المركز و الانتشار في الضواحي متبعين طرق المواصلات التي تيسر انتقالهم من مراكز عملهم الى مناطقهم السكنية ، و مع مرور الزمن تتحول المدن الى مجموعة من الحلقات الدائرية المتتابعة . وتكهن أنصار هذه المقاربة الايكولوجية بانحطاط مراكز المدن و تقهقرها في مرحلة لاحقة ، و توزع سكانها في شرائح اجتماعية متميزة الى أن تعود الجماعات الاثنية و المهاجرون الجدد الى الاستقرار في وسط المدينة في الوقت الذي سبدأ فيه القاطنون القدامى بالانتشار خارج المناطق الوسطى [13] .
فروبيرت بارك او رواد الاتجاه الايكولوجي بصفة عامة ، يعتبرون النمو الحضري عملية ((طبيعية)) أو بيئية ، الا أن هده المقاربة تصدق على ظواهر محددة و معدودة في النمو الحضري و في عدد قليل من المدن الامريكية ، غير أنها تقتصر عن فهم ظاهرة الزحف الحضري و قيام المدن في مناطق أخرى من العالم .
ü المدينة من منظور "لويس ويرث" Louis Wirth :
عمل "لويس ويرث" Louis Wirth وهو أحد السوسيولوجيين الأمريكيين وعضو (مدرسة شيكاغو) على تحليل حجم المدينة وتأثيرها على الحياة الاجتماعية، فوجد أن الحجم والكثافة وعدم التجانس هو ما يحدد التنظيم الاجتماعي داخل الوسط الحضري. فزيادة حجم المدينة يساهم في خلق طرق اتصال غير مباشرة لأن هناك استحالة على جمع السكان في حيز جغرافي واحد. كما أن ارتفاع عدد السكان يؤدي إلى تنوع المجتمع وإلى تقسيم العمل الاجتماعي، الشيء الذي يجعل أفراد المجتمع يتعاملون فقط وفق مجموعة من التبادلات الاجتماعية. إلى جانب ذلك فإن التنوع الاجتماعي يعمل بالضرورة إلى تحرير الأفراد من الضبط الاجتماعي الذي يمارسه أفراد الجماعة مثل ما يوجد في المجتمعات الريفية أو القروية .
كما أن لويست ويرت اعتبر أن التحضر أسلوب حياة و ليس تكيفا مع البيئة أو الطبيعة ، لان الانسان ليس كالحيوان لان هذا الاخير هو الذي يتكيف مع الطبيعة ، أما الانسان فهو يبدع المدينة أي أن لكل مدينة طابعها و بالتالي فالتمدن مسألة ابداع و ليس تكيف مع المجال البيئي او الطبيعي [14] ، كما يرى لويست ويرت بأنه لايمكن فهم المدينة الا انطلاقا من مجموعة من المراكز كأماكن الاقامة و أماكن الشغل ثم المصالح الاقتصادية للفرد و الجماعة كالسوق على سبيل المثال ،ان المدينة حسب ويرت هي موقع السيطرة الاقتصادية .
لقد ركز ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻴﺭﺙ ﺃﺴﺎسا ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ، ﻓﻔﻲ ﻤﻘﺎل ﻟﻪ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ "اﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﻜﻁﺭﻴﻘﺔ للحياة " والتي ﻨﺸﺭﻫﺎ ﺴﻨﺔ ، 1938 ﻗﺩﻡ ﻭﻴﺭﺙ ﺘﺤﺩﻴﺩﺍ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻟﻠﻤﺩﺨل ﺍﻟﺴﻭﺴﻴﻭﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﺨﺘﻠﻑ ، ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ، ﻭ ﻭﻀﻊ ﻭﻴﺭﺙ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﺴﻭﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻤﻨﻌﺯﻟﻴﻥ ﻭ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺤﻭﺍﺠﺯ ﻋﺎﻁﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﻡ ﺒﺎﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺒﺄﻥ ﺤﺠﻡ ﻭ ﻜﺜﺎﻓﺔ ، ﻭ ﺘﻐﺎﻴﺭ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﻘﺩﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻭ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﻴﺯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ، ﻭ ﻴﻅﻬﺭ ﺫﻟﻙ ﺒﺼﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺹ ﻭ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﻟوﺃﻨﻬﺎ ﺘﺄﺨﺫ ﺃﺸﻜﺎﻻ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ، ﻤﺜل ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ، ﻭ ﻤﺎ ﺸﺎﺒﻬﻬﺎ ﻭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻭ ﺃﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺤﻴﺙ ﻴﻌﻤل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ، ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺢ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ، ﺍﻷﺼﺩﻗﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺇﻥ ﺘﻤﺎﻴﺯ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭ ﺘﻤﺎﻴﺯ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﺩﺍﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﺘﻀﻌﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺘﻴﻥ، ﻓﻌﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻴﺨﺘﻠﻔﻭﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ولا شك انها هي التي تميز المدينة عن القرية .
ان ويرت أكد أن التحضر يمثل شكلا من أشكال الوجود الاجتماعي لا يقتصر على توزيع الجماعات في أماكن اقامتها أو عملها او مصالحها الاقتصادية فالمدينة في جوهرها تمثل مركزا للسيطرة الاقتصادية و السياسية و الثقافية ومحور تدور حوله جماعات و أنشطة متنوعة دون أن ترتبط فيها بينها بصلات أو علاقات شخصية أو اجتماعية حميمية و قد تتكون مثل هذه العلاقات في أوساط بعض الجماعات الاثنية أو المهاجرة غير انها سرعان ما تبدأ بالتفكك و الاندثار مع تزايد الكثافة و التعقيد في حياة المدينة[15] .
ﻭ ﻜﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﺘﺴﺎﻋﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﻀﻌﻔﺎ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ . ﻴﻜﻭﻥ ﻀﻌﻑ ﻫﺫﻩ الجماعات ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻤﺎﻴﺯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﻷﻥ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺴﺘﻭﻋﺏ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﻭﻗﺘﻪ ﻭ ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ ﻭ ﻤﻁﺎﻟﺒﻪ . ﻭ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻭ ﻴﻠﻌﺒﻭﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺴﺭﺓ، ﺤﺘﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺃﻗل ﻤﻐﺯﻯ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ، ﻭ ﺒﺎﻟﻤﺜل ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ. ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﻕ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﺘﺭﻭﻴﺢ ﺤﺘﻰ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺠﻴﺭﺍﻥ ﺃﻗل . [16] اﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﻀﺭﻱ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻫﻨﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻘﺩﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺒﻘﺩﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ، ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭ ﻀﻌﻑ ﺠﻤﺎﻋﺎﺘﻪ ﺍﻷ ﻭﻟﻴﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﺘﻤﺎﻴﺯ ﺇﻟﻰ ﻀﻌﻑ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ü المدينة من منظور "مانويل كاستلز" Manuel Castells :
وهو أحد السوسيولوجيين المعاصرين، يرى أن الوسط الحضري لم يعد يقوم فقط على الحجم والكثافة السكانية وإنما أصبح يقوم على الإنتاج الاقتصادي بالدرجة الأولى، فتراكم رؤوس الأموال وتمركز النشاط الصناعي والخدماتي بالوسط الحضري جعله يلعب دورا مهما في الحياة الاجتماعية وفي استقطاب المناطق المجاورة، وفي تحويل نفسه إلى مجال ينتج ويستهلك ويتغير.
كما فضل كاستلز البعد الاجتماعي حينما يفسر ظاهرة التمدن و ذلك بالصراع و النزاع بين الفئات لاجتماعية حول رهانات الموقع انه بصفة أدق يعطي الالوية ايضا لما هو اجتماعي [17] ، ويعطي نموذج ناطحة السحاب باعتبارها تفسير لاهمية المجال في المدينة باريس الحقيقية مثلا بنية بالحجر تماما كما أن المدينة القديمة في مكناس بنيت بالحجر .
ان هذا الصراع حسب كاستلز مبني على أساس نفسي و اجتماعي بالدرجة الأولى حيث يسعى الفرد في المدينة الى تأكيد ذاته ، فالمدينة هنا يمكن أن تغير ذات الفرد بكل قوة عكس المجال القروي الذي يحافط فيها الفرد هى ذاته دون اي تيغير يذكر و لو بشكل نبي ، ، ونعني بالعتماد على الذات تطوير القدرات المالية و تجديد الوسائل المادية ، فالمدينة ليست موقعا أو مكانا كما يفسر البيئيون ، ان المدينة استهلاك جماعي رأسمالي تتجاوز الطبيعة و الموارد و انما المشكل أصبح مشكل الذكاء التنظيمي ، فالحديث عن نمط عيش حضاري مصطنع و متعدد الابعاد و متغير بستمرار و فق الثقافة الرأسمالية ، غير أنه و عكس مايبدو ليس الأثرياء وحدهم من يصنعون المدينة و مصيرها و انما الفقراء أيضا يساهمون و بشكل فعال على ذلك و يتجلى اسهامهم مثلا في تلك الاحتجاجات فهي مظهر من مظاهر المدينة و دلك من اجل تحسين الاوضاع ، اننا نكون في في المدينة انطلاقا من قيم الرأسمالية و الربح و السوق ، أما أهم الموضوعات السوسيولوجية التي تستهثر البحث الحضري اليوم فتتمحور حول مفاهيم عدة كالاقصاء و التهميش و اللانخراط و الانحراف و البطالة و الجريمة و الادماج و اعادة الادماج .
كما لايجب أن نغفل الوسائط الاجتماعية التي تعيد الرابط الاجتماعي قوته بعد ما أفقدته اياه المدينة ، و دلك عن طريق الصحافة أو الاعلام أو الرياضة و غيرها من مظاهر التي تنتشللل من الغربة ثم الحنين أيضا نحو المصالحة مع الذات و العالم الآخر .
هكذا اذن يبدو ان المدينة حسب كاستلز ميدان يفرض نفسه بالقوة خاصة مع تنامي انتشاؤ السكن في المدن و المشكل التي يطرحها هذا التنامي و تداخل المجتمعات الدولية فيما بينها عبر العولمة ثم مشاكل الليبيرالية المتوحشة .
ü المدينة من منظور دافيد هارفي :David Harvey
يدرج دافيد هارفي ظهور المدينة بالرأسمالية الصناعية ، حيث هيمنة على النمط الحضري حتى على القرى عكس المجتمعات التقليدية التي كان فيها التمايز واضحا بين الحضارة و القرية ، هنا يدخل عامل الصناعة بشكل قوي الى احد عدم امكانية الحديث عن المدينة دون ادراج عامل الصناعة ، الى غير دلك من مظاهر الحياة التي لم تعد في جل مناحيها ، الصناعة التي غزت حتى عالم الزراعة (الفلاحة شيئ وتعني أن الأسرة تنتج ما تستهلك ) ، اعتبر السوق مجالا للمنافسة و تسريع وثيرة الانتاج و الدخل العلمي للانتاج ...
و تترتب عن كل ذلك تدخل الدول فيما أصبح يعرف بالتهيئة الترابية من خلال الرغبة في التحكم في المجال أي أن الدول تستنتج و تتحكم ذلك للاعضاء نوع من الاستقرار و الاستقلال للجهوجة ( .
منا هنا يمكننا القول أنه لا يمكن أن نفهم المدينة الا باستحضار مجموعة من الظواهر كالهجرة و الاجرام ...
ان دافيد هارفي يعطي للبعد الاقتصادي و السياسي أهمية قصوى و ينفي أهمية الماء و الموقع عكس ما ذهبت الية المقاربة البيئية ،.
كما يمثل التحضر جانبا واحدا من البيئة المستحدثة التي نشأت عن انتشار الرأسمالية الصناعية . ففي المجتمعات التقليدية ، كان التمايز قائما بوضوح بين المدينة و الريف ، أما في العالم الحديث ، فقد أوشكت خيوط التمايز على الاضمحلال بين هذين الطرفين بفعل الصناعة [18] أي أن الصناعة أصبحت تغزو جل المجالات و الأماكن الى حدود انه يصعب ان نجد قرية معينة خالية من التأثير الصناعي ، من جهة ثانية ان الزراعة خضعت ادارتها لاعتبارات الاسعار و الأرباح شأنها شأن العمل الصناعي ، وبصيغة أخرى لقد أدت كل هذه الانماط بتعبير هارفي الى تقلص الفوارق بين المينة و القرية أو الجماعات الحضرية و الريفية .
ü المدينة من منظور هونري لوفيل Henry Lovell :
عموما يمكننا القول أن هونري لوفيل ، ترتكز نظريته حول العمل الذي يسير في المجال التمدني و يعطي لوفيل مجموعة من المعطيات حيث أن القرن 1 وصل عدد سكان المدن مضروب في 14 سنة 2009 و أصبح سكان العالم سكان مدن أزيد من 4 مليار الذي ستصبحه المدينة ، أي ما يقارب 50 % كما ان منظمة الامم المتحدة و العديد من الدراسات اعتبرت أن التمدن في أفق 2050 سيجعل أو سيصل الى نسبة قدرها 86% من التمدن في الدول المتقدمة . وتعيش تمدن شاسع في حين الدول النامية و السائرة في طريق النمو الى ازيد من 67 % سيكون من سكان العالم و هذا في 2030 ما يقارب 5 مليار خاصة في آسيا و افريقيا ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق