بحــــث حــــول
علم الاجتماع السياسي
إعداد الطالب: ايوب العايدي
الفهــــــــــــرس
à تعريف علم الاجتماع السياسي
à نشأة وتطور علم الاجتماع السياسي
à الرواد الأوائل
à مجالات علم الاجتماع السياسي
à أهداف علم الاجتماع السياسي
à الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع السياسي
1)
الاتجاهات النظرية في العصور الوسطى
2)
الاتجاهات النظرية الحديثة والمعاصرة
à قضايا مهمة يتناولها علم الاجتماع السياسي
1)
القوة
2)
السلطة
3)
المشاركة السياسية
4)
التنمية السياسية
5)
الديمقراطية
6)
الثورة والعنف
7)
البيروقراطية
8)
الصراع
à الخاتمة
à المراجع
إن المتتبع للفكر السياسي، يجده موغلا في
القدم شأنه في ذلك شان الفكر الإنساني عامة، فعادة ما تكون الأفكار السياسية التي
تصدر عن أي مفكر معبرة تعبيرا صادقا إلى حد كبير عن الظروف الذاتية والموضوعية
التي عايشها، والأنظمة السياسية التي عاصرها، ومع أن تلك الأفكار تكون في الواقع
صادرة عن عقل وتفكير الفيلسوف أو المفكر السياسي، فإنها بالمقابل تؤكد مدى تفاعل
عقله مع المجتمع الذي يعيش فيه، فلا يمكن بأي حال ممارسة الفعل السياسي إلا في
إطار مجتمع يتفاعل أفراده مع بعضهم البعض، من هنا جاءت أهمية تحليل النظام السياسي
وتفسير النشاط السياسي الذي يتم في إطار ذلك النظام، مع الأخذ في الاعتبار أن
النظم السياسية ليست من طبيعة واحدة.
à تعريف علم الاجتماع السياسي:
علم الاجتماع السياسي هو ذلك العلم الذي
يدرس الظواهر والنظم السياسية في ضوء البناء الاجتماعي والثقافة السائدة في
المجتمع، وبقدر ما يحدد النظام السياسي مسار المجتمع ويضع أسسه وتنظيمه، فإن
المجتمع بدوره يحاول أن يحدد أسس الحكم مع قيمه وأفكاره، ويعتبر علم الاجتماع
السياسي أحد الفروع الرئيسية في علم الاجتماع، فهو مصطلح حديث نسبيا، ظهر في أعقاب
الحرب العالمية الثانية ليسد الفراغ الموجود بين علم االسياسة وعلم الاجتماع، من
خلال تقديم المعرفة العلمية للظواهر السياسية، فأصبح من مجالات البحث الهامة في
علم الاجتماع.
وقد اختلف العلماء في تحديد مفهوم موحد
لعلم الاجتماع السياسي، إلا أن هناك مفهومين يتصارعان حول الاستحواذ على مضمون هذا
العلم، حيث يتجه المفهوم الأول إلى أن علم الاجتماع السياسي هو علم الدولة أما
الثاني فيشير إلى أن علم الاجتماع السياسي هو علم دراسة القوة.
à نشأة وتطور علم الاجتماع السياسي:
كما انه ليس هناك اتفاق تام بين العلماء
والمتخصصين حول تعريف عام وموحد لعلم الاجتماع السياسي، أو الاتفاق حول مفهومه
وماهيته، كذلك ليس هناك إجماع حول الجذور التاريخية والفكرية لعلم الاجتماع
السياسي من حيث بدايتها.
بعض العلماء والمتخصصين يرجعون نشأة علم
الاجتماع السياسي إلى عصر النهضة وعصر التنوير، كما ترجع نشأته إلى الأزمات التي
ظهرت بعد حركات الإصلاح الديني في ألمانيا على مارثن لوثر وكذلك إلى الأزمات التي
أعقبت ظهور الثورة الصناعية في أوربا.
à الرواد الأوائل:
يعد أفلاطون (427-347 ق.م) من أوائل
المساهمين في إثراء الفكري، الذي على مر العصور، أدى إلى ظهور علم الاجتماع السياسي
في أواخر النصف الأول من القرن العشرين، فبالرغم من أنه كان فيلسوفا مثاليا، ركز
جهوده في دراسة الدولة المثالية، فقد اعتنى عند دراسته تلك بتأثير المتغيرات
الاجتماعية على السياسة والحكم، كما اهتم بالمؤسسات الاجتماعية وفعالية تأثيرها في
تنشئة الأفراد تنشئة سياسية، وفعالية الدور الذي تقوم به الأسرة، ونظام التعليم،
عوامل مهمة لهذه التنشئة باعتبارها من أهم الموضوعات التي يدرسها علم الاجتماع
السياسي.
أرسطو (385-322 ق.م): يرى في كاتبه (السياسة) بأن الاجتماع أمر طبيعي
والإنسان كائن اجتماعي، أي أن الناس من غير أي حاجة إلى التعاون، فهو يرى بأن
المرء يرتبط بالمجتمع السياسي حتى عندما لا يجد فيه شيئا أكثر من المعيشة، وذلك
يؤكد الرؤية السياسية لأرسطو، التي محورها الاجتماع الإنساني.
أبن خلدون (1332-1406): يقول ابن خلدون: "الأولى في أن الاجتماع السياسي
ضروري ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم الإنسان المدني بالطبع، أي لا بد له من
الاجتماع الذي هو المدينة في اصطلاحهم وهو معنى العمران، فلا بد للإنسان أن يتعاون
مع أبناء جنسه، لأجل إشباع حاجاته من الغذاء والملبس والدفاع وغيرها من الحاجات
الضرورية ثم ينتقل إل المسالة السياسية فيقول: فلا بد من شيء آخر يدفع عدوان بعضهم
عن بعض ... فيكون ذلك الوازع واحدا منهم يكون له عليهم الغلبة والسلطان واليد
القاهرة حتى لا يصل احد على غيره بعدوان وهذا هو معنى الملك".
ماكس فيبر (1864-1920م) يطلق على ماكس فيبر أحيانا (ماركس البرجوازي) بمقتضى
أنه من خلال آراءه وكتاباته أعاد النظر بالأطروحات التي جاء بها ماركس، وأعاد
صياغتها حسب أفكاره، بعد أن تبنى أصول الرأسمالية الحديثة ونشأتها، كما ذهب إلى أن علم الاجتماع يجب أن يبحث في تفسير سببي
لسلوك الإنسان، وأن يسبر غور الظاهرة ولا يكتفي بمعرفة مظاهرها الخارجية
à مجالات علم الاجتماع السياسي:
كما هي الصعوبة التي يواجهها الدارس في
تحديد تعريف متفق عليه لعلم الاجتماع السياسي، كذلك فغن تحديد مجال هذا العلم لا
يزال يشهد تغيرات – مثله مثل سائر العلوم الاجتماعية – يفرضها تطور الحياة
الاجتماعية، وتغير البناءات الأساسية للظاهرة السياسية تبعا لذلك التطور، إلا أن
ذلك لا يعفي المتخصصين في هذا المجال من ضرورة وضع إطار نظري ومنهجي واضح، يبين
الاهتمامات الرئيسية لعلم الاجتماع السياسي، ذلك أن أي علم من العلوم الاجتماعية
يرتكز على نقاط أساسية بها يثبت عمليته ويصبح مستقلا، وأهمها:
ü
أن يكون هناك مجال واضح للعلم
ü
اتباعه لقواعد المنهج العلمي عند دراسة قضاياه ومسائله الأساسية
ü
أن يتم تحديد أهداف العلم
تعتبر موضوعات علم الاجتماع السياسي هي نفس موضوعات العلوم السياسية
وتتمثل في :
ü
تحرر دول العالم الثالث من الاستعمار
ü
انقسام المجتمع الدولي إلى دول شيوعية وأخرى رأسمالية
ü
سيطرة الصفوات السياسية الجديدة التي قادت عملية الاستقلال السياسي في
دول العالم الثالث
ü
اتجاه تلك الصفوات السياسية الجديدة في الدول النامية نحو
الايديولوجية الشيوعية أو الرأسمالية
ü
الصراعات الايديولوجية بين الصفوات السياسية.
à أهداف علم الاجتماع السياسي:
أنه من الشروط المهمة لعملية أي علم، ان تكون له أهداف
محددة وواضحة يسعى لتحقيقها، وعلم الاجتماع السياسي كعلم مستقل ومتكامل، له أهدافه
يعمل على الوصول إليها، نذكر منها:
ü
الوصول إلى مجموعة من القوانين والتصورات العامة والأفكار الجديدة
ü
تبني المناهج السوسيولوجية التي يستخدمها علماء الاجتماع في مختلف
تخصصاتهم
ü
دراسة الظواهر والعمليات والأنساق السياسية
ü
دراسة طبيعة التغير المستمر الذي حدث ويحدث على المكونات البنائية
والوظيفة للمؤسسات والنظم السياسية المختلفة.
ü
معالجة التغيرات المستمرة على نوعية الإيديولوجيات السياسية التي
عرفتها المجتمعات البشرية (الشيوعية، الماركسية، الرأسمالية، الليبرالية، الفاشية،
والعنصرية وصولا إلى الإيديولوجية الجماهيرية)
ü
دراسة قضايا ومشاكل التنمية السياسية
ü
التعرف على مكونات وطبيعة النظم السياسية
à الخصائص العامة لعلم الاجتماع السياسي:
يمكن إجمال أهم خصائص علم الاجتماع السياسي في الآتي:
ü
يقود لفهم وتفسير الظواهر السياسية في إطار علاقتها الاجتماعية
ü
يستند إلى المنطق العلمي في دراسته لتلك الظواهر
ü
يهدف للوصول إلى تنظيم أوجه النشاط السياسي.
à الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع السياسي:
1)
الاتجاهات النظرية في العصور القديمة:
إن جوهر أفكار أفلاطون هو محاولته تجاوز
الواقع المرير الذي يعصف بالمجتمع اليوناني من مشكلات وصعوبات، والبحث عن مجتمع
يخلو من كل المظاهر والظواهر الاجتماعية السلبية، من هنا جاء كتابه (الجمهورية)،
الذي طرح من خلاله مجتمع المدينة الفاضلة، تلك المدينة التي تقوم على الفضيلة
والعدالة، والحكم الصالح الذي تتحقق في ظله هذه القيم المعنوية العظيمة.
كذلك فإن الفكر السياسي المسيحي يمكن
تصنيفه في إطار النظرية السياسية الأخلاقية، التي يؤكد روادها على ضرورة الربط بين
السياسة والأخلاق، انطلاقا من الموجهات الدينية والثقافية والاجتماعية التي مرت
بها مجتمعات العصور القديمة والوسطى بصورة خاصة، مثله في ذلك مثل الفكر السياسي
الإغريقي.
2)
الاتجاهات النظرية الحديثة والمعاصرة:
الاتجاه الماركسي: شهد القرن 20 طرح أفكار سياسية متعددةتتبلور في العديد من النظريات،
منها الليبرالية، والاشتراكية المثالية، حتى جاء كارل ماركس (1818-1883)، ليضيف
نظرية جديدة سميت نسبة إليه بالماركسية، وتتلخص أهم إسهامات ماركس النظرية فيما
يلي:
ü
فسر المجتمع تفسيرا ماديا بحتا، لاغيا كل التفسيرات الميتافيزيقية
اللاهوتية التي كانت سائدة في العصور القديمة.
ü
من الناحية الفلسفية أخد عن هيكل فكرة دياليكتيكيةأو الجدلية على أساس
أن العالم قائم على التطور وفقا لعملية ديناميكية وليست استاتيكية جامدة، لكنه
اختلف معه بتطبيقها على السلوك المادي وليس على الأفكار الجامدة، حيث يرى ان
المادة هي أساس الوجود، وتبلور عن ذلك 3 أسس قامت عليها الجدلية الماركسية وهي،
·
قانون وحدة الأضداد وصراعها، القائم على الإيمان بان كل شيء يحتوي على
الشيء ونقيضه وهذا التناقض يولد الصراع الذي يؤدي إلى التطور
·
قانون تحول التغيرات الكمية إلى نوعية او كيفية
·
قانون نفي النفي أو سلب السلب، الذي بموجبه ينتقل التاريخ من مرحلة
إلى مرحلة وكل مرحلة هي نفي للمرحلة السابقة لها.
قسم ماركس تاريخ البشرية إلى 5 أقسام:
مرحلة الشيوعية-مرحلة العبودية - مرحلة
الإقطاع - مرحلة الرأسمالية - مرحلة الاشتراكية
إن الفكر الماركسي ليس هو التيار الفكري الوحيد الذي أسهم في نشأة علم
الاجتماع السياسي فلقد كان هناك تيارا فكريا معارضا لهذا الفكر الماركسي ومعاصر له
في نفس الوقت/ فقد طالب الكس دي توكفيل بضرورة العمل على إيجاد علم سياسي جديد
يتناول الظواهر السياسية الجديدة التي طرأت على العديد من المجتمعات الاوربية وقد
اهتم دي توكفيل بتحلي ظاهرة الديمقراطية وانتشارها او تأثيرها على الحياة
الاجتماعية وتحقيقها للمساواة الاجتماعية، ويتمثل الهدف الأساسي لدي توكفيل في
إبراز الدور الذي يلعبه النظام السياسي الديمقراطي في فهم الحياة الاجتماعية.
à قضايا مهمة يتناولها علم الاجتماع السياسي
1)
القوة: يعتبر ماكس فيبر أن القوة هي نوعا من
ممارسة القهر أوالإجبار بواسطة احد الأفرادالآخرين، وهي ممارسة الرقابة أوالتأثير
من طرف شخص ما أو جماعة على أفعالالآخرين لتحقيق هدف معين دون موافقتهم.
2)
السلطة: مفهوم السلطة هو أكثر المفاهيم السوسيولوجية
استخداما في إطار علم الاجتماع بصفة عامة، وعلم الاجتماع السياسي بصفة خاصة، لكن
لحد الآن لم يتم تحديد هذا المفهوم الاصطلاحي والاتفاق عليه. فقد أشارأرسطوأن
شرعية الدولة تقوم على السلطة، وان شرعية السلطة هي قيامها لمصلحة المسود، كما يرى
في السلطات العامة حينما تكون االمساواة الكاملة بين المواطنين هي القاعدة، بل لكل
منهم الحق في مباشرة السلطة في دوره.
3)
المشاركة السياسية:إن كثيرا من علماء
ودارسي علم الاجتماع وعلم السياسية، يتفقون على الأفكار الرئيسية والدلالات في
التعريف الذي يقول: إن المشاركة السياسية هي العصب الحيوي للممارسة الديمقراطية
وقوامها الأساس، والتعبير العملي الصريح لسيادة قيم الحرية والعدالة والمساواة في
المجتمع.ومؤشر قوي على مدى تطور أو تخلف المجتمع السياسي.
4)
التنمية السياسية: هي عملية تسريع
النمو في المجتمع، وهي عبارة عن تحقيق زيادة تراكمية ودائمة عبر فترة من الزمن.
5)
الديمقراطية: لمفهوم الديمقراطية
جاذبية خاصة، إلا انه لا يوجد اتفاق حول المفهوم الحقيقي لمصطلح الديمقراطية،
والديمقراطية السياسية هي أن يحكم الناس أنفسهم على أساس من الحرية والمساواة.
6)
الثورة والعنف: الثورة هي التغيرات الجذرية في البنى المؤسسية
للمجتمع، وقد تكون الثورة عنيفة دموية، كمان قد تكون سلمية. ومن أسباب قيام الثورة
في نظر ارسطو هي الرغبة في المساواة.
7)
البيروقراطية: هي تنظيم يقوم على
السلطة الرسمية وعلى تقسيم العمل الإداري وظيفيا بين مستويات مختلفة تأخذ عادة
الشكل الهرمي.
8)
الصراع: يعد الصراع ظاهرة اجتماعية موغلة في
القدم، فهو احد أنماط التفاعل الاجتماعي الذي ينشأ عن تعارض المصالح. فيرى البعض أن
الصراع يعبر عن حالة مرضية يجب السيطرة والقضاء عليها، فيما يرى البعض انه حالة
ايجابية لابد من وجودها من اجل التنمية والتقدم والتطور الاجتماعي.
à الخاتمة
نستخلص مما سبق انه بالرغم من حداثة علم الاجتماع
السياسي الا انه استجاب الى حد كبير لقواعد واحكام المجتمع التي يستند عليها العمل
السياسي وتستند عليها المؤسسات السياسية لتشخيص وتحليل وتفسير العوامل الاجتماعية
والحضارية التي تساعد على الاستقرار والهدوء السياسي في المجتمع وبالتالي تحقيق
التنمية الاجتماعية والتطور الحضاري الذي تتوق إليه كل المجتمعات الإنسانية.
à المراجع
v كتاب علم الاجتماع السياسي للدكتور مولود
زايد الطبيب
v بعض الأبحاث والمقالات على الشبكة
العنكبوتية (الانترنت)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق