تاريخ علم النفس ومدارسه



تاريخ علم النفس :
ترجع جذور علم النفس إلى الفلسفة وعلم الفسيولوجيا وعلم الطب .
من الفلاسفة الذين كانت لهم آراء في علم النفس :
أفلاطون :
- كان يرى أن النفس أو الروح والجسم منفصلان عن بعضهما .
- ورأى تقسيمهما بعد التقائهما لثلاثة أقسام :النفس العاقلة ومركزها الرأس ،والنفس الغضوبة ومركزها القلب ، والنفس الشهوانية ومركزها البطن .
- له أسطورة العربة التي لها جوادان هما النفس الغضوبة والشهوانية ،ولها سائق هو النفس العاقلة .
أرسطو :
- رأى أن النفس لا يمكن فصلها عن الجسم ،مثل تمثال الرخام ،فمادة الرخام هي الجسم مثلا ،والصورة هي النفس .وكذلك أيضا النفس أو العقل هي وظيفة الجسم ولا يمكن فصل العضو عن وظيفته .
- وكان أرسطو هو المؤسس الأول لعلم النفس .
 ديكارت :
- رأى الفيلسوف الفرنسي ديكارت في القرن السابع عشر أن النفس والجسم منفصلين عن بعضهما .
- ورأى أن الفرق بين الإنسان والحيوان ،هو أن الأنسان يحركه العقل والحيوان تحركه الغرائز .
- وهو أول من وجه لدراسة الجهاز العصبي لدراسة السلوك على أساس فسيولوجي .
- ورأى أنه يجب دراسة الشعور بدلا من دراسة العقل .
- وكان ديكارت هو المؤسس الثاني لعلم النفس (حمزة:1992).
نظرية دارون :
كان لهذه النظرية أثرها في علم النفس ،حيث كان مضمون النظرية هو تطور الإنسان من كائنات أخرى .
من آثارها اهتمام علماء النفس بدراسة أثر كل من الوراثة والبيئة في الكائن الحي ،ودراسة مراحل نمو الإنسان ، ودراسة الفروق الفردية بين السلالات (راجح:1421).
نشأة علم النفس الحديث (مدارس علم النفس ):
المدرسة البنائية :
- نشأ علم النفس كعلم تجريبي منفصل عن الفلسفة عندما أنشأ وليم فونت أول مختبر لعلم النفس في جامعة ليبتزج بألمانيا عام 1879 ،وكان يحاول تحليل الخبرة الشعورية إلى عناصرها الحسية الأساسية وكان منهجه هو المنهج الاستبطاني .
- إدوارد تيتشنر أحد تلاميذ فونت وقد قام بنقل تعاليم أستاذه لأمريكا .
- بدأ علماء النفس يرون أن اتجاه المدرسة البنائية غير عملي وأن علم النفس يجب أن يدرس مشكلات الحياة اليومية فتخلوا عن المدرسة البنائية

المدرسة الوظيفية :
- وليم جيمس أشهر رواد المدرسة الوظيفية وقد تأثر بنظرية دارون في الانتخاب الطبيعي،فيرى جيمس أن وظيفة التفكير هي إحداث سلوك مفيد " إن تفكيري هو أولا وأخيرا ودائما من أجل فعلي ".
- اهتمت المدرسة الوظيفية بالدور أو الوظيفة الذي تقوم به العمليات العقلية في تكيف الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها .
- استمرت المدرسة الوظيفية في استخدام منهج الاستبطان وأضافت منهج الملاحظة .
- وسعت المدرسة الوظيفية في علم النفس ,فادخلت فيه دراسة سلوك الحيوان ،كما اهتمت بتطبيق علم النفس في عدة مجالات كالتعليم .
- بدأ علماء النفس يفقدون ثقتهم بمنهج الاستبطان :
1 - لأن مجرد ملاحظة الفرد لخبرته الشعورية يؤدي لتغيير طبيعة الشعور .
2 – إن ملاحظين مختلفين يستخدمون عملية الاستبطان لتحليل عملية عقلية مختلفة كثيرا ما يصلون إلى نتائج مختلفة .
3 – أن النتائج التي يصل إليها ملاحظ معين لا يمكن للملاحظين الآخرين التحقق منها .
4 – إن طريقة الاستبطان قد حددت كثيرا من مجالات البحث في علم النفس فلم يكن بالإمكان دراسة الخبرة الشعورية للأطفال والمضطربين عقليا والحيوانات .
المدرسة السلوكية :
- نشأت في أوائل القرن العشرين في أمريكا على يد العالم واطسن وكان يرى أنه لكي يصبح علم النفس علم حقيقيا لا بد أن يركز على موضوع يمكن لجميع العلماء ملاحظته ورأى أن هذا الموضوع هو سلوك الكائن الحي ورأى أن تعريف علم النفس : "الدراسة العلمية للمنبهات والسلوك الذي تثيره" (نجاتي:1423).
- كما أنه أنكر وجود استعدادات موروثة ،وأكد على دور العوامل البيئية في عملية التعلم وتكوين العادات ،وله عبارة شهيرة :"أعطوني اثني عشر طفلا أصحاء سليمي التكوين ،وسأضمن لكم تدريب أي منهم لأن يصبح أخصائيا في أي مجال تختارونه سواء الطب ،أو المحاماة .أو الفن ،أو السرقة ،أو حتى الشحاذة ،بصرف النظر عن ميوله ومواهبه " (حمزة:1992)..
- أصبح علم النفس قادرا على دراسة سلوك الحيوان والأطفال والمضطربين عقليا .
- لا زال أثر المدرسة السلوكية باقيا في علم النفس الأمريكي اليوم : بحوث هل و سكنر – وسائل العلاج السلوكي وعلاج الاضطرابات السلوكية .
علم النفس الجشتالتي :
- في نفس الوقت الذي انتشرت فيه المدرسة السلوكية في أمريكا ،كان مجموعة من الألمان يقومون بأبحاث حول الإدراك الحسي .
- رائد هذه المدرسة هو ورثايمر ومن أتباعه كوفكا وكهلر .
- عارضت مدرسة الجشتلت كل من المدرسة السلوكية والبنائية في أنه من الخطأ تقسيم العمليات النفسية إلى أجزاء لأن الخبرة النفسية في كليتها تختلف عن مجموع الأجزاء التي تتكون منها .
- ورأت المدرسة الجشتالتية أن كثير من صور التنظيم النفسي على خلاف رأي واطسن إنما هي فطرية وليست متعلمة .
- انتشرت المدرسة الجشتالتية في أوروبا وأمريكا ولا يزال تأثيرها واضحا في مجال الإدراك الحسي والتعلم والشخصية (نجاتي:1423).
المدرسة الغرضية :
- مكدوجال صاحب نظرية الغرائز هو قائد هذه المدرسة .
- تؤكد هذه المدرسة أهمية الغرض في تفسير السلوك مما يميز السلوك الحيوي عن الحركة الآلية لغير الأحياء .
- قد يكون هذا الغرض واضحا في ذهن الكائن الحي أو غير واضح لكنه ذا قيمة بيولوجية ونفسية هامة له .
- لم ينكر مكدوجال أي طريقة من طرق البحث في علم النفس ،كما لم ينكر ما في المدارس الأخرى من آراء صحيحة كالنظر للسلوك على أنه كل لا يتجزأ ،والاهتمام بالوظيفة لجانب التكوين .
مدرسة التحليل النفسي :
- بينما كان علم النفس في أمريكا وألمانيا  حريصا على الاتجاه الموضوعي ،جاء الطبيب النمساوي ليتخذ اتجاه ذاتيا في تكوين نظرية جديدة في الشخصية استمدها من ملاحظة المرضى النفسيين الذين كان يعالجهم .
- رأى أن النفس تشبه جبلا من الجليد يطفو فوق سطح المحيط لا يبدو منه سوى جزء بسيط وينبغي أن يعنى بدراسة ذلك الجزء المختفي تحت سطح الماء ،وأسمى الجزء الظاهر بالشعور ،والجزء المخفي باللاشعور .
- أكد فرويد أهمية السنوات الأولى من حياة الطفل حيث تتكون العديد من الدوافع اللاشعورية نتيجة الضغط والكبت والتي تؤثر في حياة الفرد المستقبلية .
- أكد فرويد على دور الرغبات الجنسية اللاشعورية في نشوء الاضطرابات النفسية ،لكن أصحاب المدرسة من بعده كانت لهم آراء أخرى ،فأدلر أكد على دافع السيطرة وما يعتريه من صعوبات ،ويونج كان له آراء أخرى (حمزة:1992).
- ابتكر فرويد وسائل فنية هامة للوصول إلى فهم العمليات العقلية اللاشعورية .
- وضع فرويد مفاهيم الهو والأنا والأنا الأعلى ووضح دورها الوظيفي في توجيه السلوك .
- انتشرت مدرسة التحليل النفسي في أوروبا وأمريكا وقد واجهتها عدة انتقادات :
- توكيد فرويد على الدوافع الجنسية باعتبارها محركات قوية للسلوك الإنساني
– كثير من نظرياته لا يمكن التحقق منها .
علم النفس الإنساني :
- يختلف عن المدرسة السلوكية ومدرسة التحليل النفسي ،ويؤكد قدرة الفرد على القيام باختيارات حرة شعورية ومعقولة لطريقة الحياة التي يعيش بها .
- أبرز روادها أبرهام ماسلو وكارل روجرز اللذين أكدا ميل الإنسان للكفاح وتحقيق الذات .
- كان للمدرسة أثر في علم النفس في إبرازها أهمية عدة مفاهيم إنسانية مثل الحب والاختيار الحر ،وتحقيق الذات واعتبار الذات .
علم النفس المعرفي :
- اعترض كثير من علماء النفس على تحديد مجال البحث في المثير والاستجابة لأن السلوك الإنساني ليس مجرد استجابة بسيطة للمنبهات البيئية .وإنما هناك الكثير من العمليات المعرفية العقلية التي تتوسط المنبه والاستجابة .
- اتخذ علماء النفس المعرفي الآلات الحاسبة نماذج تساعدهم في فهم العمليات المعرفية وأسس تكوين المعلومات.
- وهم يختلفون عن المدرسة البنائية والوظيفية في استخدامهم منهجا موضوعيا .
الاتجاه الحالي في علم النفس :
- دراسة السلوك سواء كان بالإمكان ملاحظته مباشرة أو الاستدلال عليه .
- التقدم التكنولوجي قدم لعلم النفس وسائل وأجهزة جديدة مثل التنبيه الكهربي والعقاقير التي يمكن من خلالها معرفة أثر التغيرات البيولوجية والعصبية على السلوك وكذلك تعديل السلوك .
- الاهتمام بعلم النفس المعرفي ( نجاتي:1423).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

keyboard_arrow_up

جميع الحقوق محفوظة © عرب سوسيو- طلبة علم الإجتماع القنيطرة -

close

أكتب كلمة البحث...