فن التعامل مع الطلاب
تمر التربية بأزمات خطيرة وتحديات صعبة لا تخفى عليكم،فواقع العصر الذي نعيشه وما طرأ على المجتمع من تغيّرات اجتماعية واقتصادية وإعلامية وثقافية ...؛أثّـر سلباً على التعليم ،فساهم في ظهور العديد من السلوكيات الخاطئة عند بعض الطلاب,علاوة علي تخلي بعض الأسر عن دورها التربوي المرتبط برعاية وتنشئة الابناء والإرشادات التي سأطرحها بين يديكم تعد من أهم المهارات التي يجب على الاستاد إجادتها وإتقانها,وسينصب حديثنا علي القواعد الاكثر أهمية في التعامل مع الطلاب منها :
القاعدة الأولى :مفاهيم خاطئة عن الشخصية .
يعتقد بعض المعلمين أن التعامل مع الطلاب برفقٍ وشفقةٍ ورحمة ٍ وإحسانٍ ، وأن النزول إلى مستواهم ضعفٌ في الشخصية.ويرى البعض أن قوة الشخصية ترتبط بالشدة المفرطة والعبوس والتعسف والجور.ويزداد الأمر سوءاً عندما يضع بعض الأساتذة حواجز مصطنعة بينهم وبين الطلاب من خلال نظرتهم التشاؤمية كما أفرط بعض الأساتذة في تعاملهم مع الطلاب بترك الحبل على غاربه وفارين من المسئولية الملقاة على عاتقهم متحججين بذرائع هشة وأوهام خاطئة .ولو تساءلنا لماذا يملك هذا الأستاذ حب الطلاب واحترامهم ؟ بينما نجد الأستاذ الآخر لا يملك إلا بغضهم وكراهيتهم !! إذاً لابد من وجود خلل !!
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو الأستاذ والمربي والقائد ، فقد كان يحسن إلى البر والفاجر والمسلم والكافر. قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾آل عمران /159. وانظر أخي الأستاذ إلى رفقه عليه الصلاة والسلام بالأعرابي الذي بال في المسجد ،وحلمه على الشاب الذي استأذنه في فعل فاحشة الزنا ، فهما خير دليل على نظرته التربوية الصائبة . ولا غرابة في ذلك ، وهو القائل:" إن الرفق ما يكون في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه " رواه مسلم .
القاعدة الثانية : كيف تكسب ثقة الطلاب ؟
لكسب الطلاب عليك أخي الأستاذ بهذه الخطوات التالية:
1. كن سمحا ًهاشاً باشاً ليناً سهلاً،وأكثر من السلام عليهم تمتلك قلوبهم،قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم "ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " .
2. ابتعد عن العبوس وتقطيب الجبين،واترك الشدة المفرطة فإنها لا تأتي بخير،ولا تكثر من الزجر والتأنيب والتهديد والوعيد (رفقٌ من غير ضعف وحزمٌ من غير عسف).
3. لا تسخر منهم أو تحتقرهم ، وجرّب النصيحة الفردية معهم .
4. أكثر من الثواب والثناء عليهم ، واستمر في تشجيعهم .
5. اعدل بين طلابك ، ولا تحابي أحدهم على الآخرين .
6. اعف عن المسيء وأعطه الفرصة لإصلاح خطئه ، ثم عالج الخطأ باعتدال .
7. لا تضع نفسك في مواضع التهم ،ولا تستخدم طلابك في أمورك الشخصية وقضاء حاجاتك
8. أدخل الدعابة والفكاهة عليهم ولا تبالغ في ذلك.
9. تحسس ظروفهم،وساهم في حل مشكلاتهم،وتعاون معهم ، وأشعرهم بأنك كالأب لهم أو الأخ الأكبر تغار على مصلحتهم ويهمك أمرهم .
10. ابذل كل جهدك في إفهامهم المادة واصبر على ضعيفهم وراع الفروق الفردية بينهم ، ونوع في طرق تدريسك،وسهّل الأمر عليهم،ولا ترهقهم بكثرة التكاليف المنزلية
القاعدة الثالثة :مراعاة الأساليب الحديثة في تحفيز الطلاب.
إن من المهم في العملية التعليمية سواء الجامعية أو ما قبلها تحفيز الطالب على حب المدرسة أو الجامعة وحب المادة والتفاعل معها وطرق التحفيز كثيرة جدا،ولقد كتب العلماء والباحثون في هذا المجال العديد من الأبحاث والمقالات العلمية وتفنن المختصون في اتخاذ طرق عديدة لذلك،من خلال دراسة نسبة الطلاب والتلمس لحاجاتهم ونقاط القوة والضعف فيهم وموضوعات اليوم في طرق التحفيز هو ذكر الأشياء الإيجابية للطلاب ومحاسنهم وعدم التطرق للأشياء السلبية .
القاعدة الرابعة : مؤهلات مطلوبة لكسب ثقة الطلاب .
لكي ينجح الأستاذ في كسب الطلاب لابد أن يكون مؤهلاً تأهيلاً نفسياً وعلمياً وتربوياً.وأهم هذه المؤهلات "القدوة الحسنة "فعلى الأستاذ أن يتحلى بالصبر والحلم والأناة والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع ، وأن يكون على دراية بأحوال الطلاب وخصائص المرحلة التي هم فيها ومتغيرات الزمان وفلسفة التربية وأن يبتعد عن المثالية فطالب اليوم ليس كطالب الأمس.كما أن حسن المظهر وقدرة الأستاذ العلمية وفنه في إيصال المعلومة من المؤهلات الضرورية التي تساهم بشكل كبير في جذب الطلاب واحترامهم وحبهم للمعلم وتفاعلهم معه.
القاعدة الخامسة :كيف تقاوم السلبية؟
نبدأ ذلك باختيار عمل يرمي إلى تغيير مناخ الفصل الدراسي، فإذا كان فصلنا خالياً من التهكم، لا يهم بعد ذلك مهما حدث، فيجب عدم السماح لأي واحد أن يقول تعليقات تهكمية أو سلبية تحط من قدر شخص آخر، وعلى أية حال بعد التخلص من هذه الخاصية السلبية سوف تتغير النغمة في الفصل ومجتمعنا مليء بهذه التعليقات السلبية التي تحط من شعور بعض الطلاب في الفصل.وليس المهم فقط التخلص من السلبية التي تترك فراغا ولكن لا بد من ملء هذا الفراغ بأشياء إيجابية حتى تعود مرة أخرى، لذا فأنت بحاجة إلى عمل نموذج من المواقف الإيجابية وأن تبتدع تعليقات إيجابية تؤديها بتناغم. ويجب أن تعتبر نفسك كمرآة للفصل، فإذا كنت تحس بالحر فهم يحسون كذلك وإذا كنت متحمسا فكذلك هم، وإذا كان يومك سيئا فكذلك يومهم. وأخيراً أخي المعلم: تذكر أمانة المهنة وجسامة الدور وأهمية التربية واحتسب الأجر والثواب وأخلص النية ، فأنت الأمل بعد الله في إصلاح الجيل، ولا تجعل من المعوقات والمحبطات والحالات الشاذة عذراً للتقاعس وعدم العمل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " .
د/ عبد اللاه صابر مستشار أكاديمي
مركز الإرشاد الأكاديمي - عمادة القبول والتسجيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق