مدخل:   موقع المناهج ضمن البناء العام للمعرفة العلمية.  

أ=  تحديدات أوليـــة : العلم، النظرية العلمية، المنهج العلمي...

1- العلم:

تتجاذب عملية تعريف العلم عدة مداخل أو زوايا نظر، من بينها
    النظر إلى العلم أولا من خلال:  موضوعه (علم طبيعي، علم إنساني..)، أو النظر إليه من خلال منهجه ( مناهج استقرائية، مناهج منطقية- استنباطية..).
   ومن بينها كذلك النظر إليه من زاوية الغاية منه: هل هي غاية معرفية\نظرية بالأساس، أم هي غاية عملية تطبيقية بالدرجة الأولى.

و بالإجمال، فقد صار العلم موضوعا للتعريف وإعادة التعريف، تبعا لتطور منجزات العقل البشري، وتبعا لتطور المعرفة العلمية ذاتها. وإن الاهتمام بالعلم كموضوع للتعريف هو ما تنصب عليه الإيبستيمولوجيا.

فالعلم من هذا المنظور:
  - هو قطع مع المعرفة العامية وتجاوز للحس المشترك...
  - وهو بناء معرفي منظم يعتمد أساليب منهجية واعية  في هذا البناء...
  - وهو مجهود متصل ومتراكم لتفسير وفهم موضوعات وقضايا البحث من أجل استخلاص مبادئها وقوانينها أو حقائقها، ومن أجل تسخيرها وتوظيفها...
  - وهو تعبير عن كل ذلك بمفاهيم ذات دلالات مميزة ودقيقة، ضمن صياغات نظرية منطقية ومنسجمة، قابلة للمراجعة وللفحص الداخلي والخارجي..الخ.

2- النظرية العلمية:

  - تعتبر النظرية العلمية الإنجاز المعرفي الأهم والأعلى في العلم...
  - فهي تركيب معرفي عقلاني ومنظم لعدد من الحقائق الثابتة أو المؤقتة..
  - تعمل على النظر في إشكالية معرفية بعينها والإجابة عن أسئلتها، بما تراكم للباحث/العالم من حقائق حول موضوع محدد، وتساهم في تنسيق معارف مرحلة تاريخية ما...
  - إضافة إلى وظيفتها المركزية في تطوير المعرفة العلمية، بما تضعه من قواعد للتصحيح والإغناء الذاتي...



3- المنهج العلمي :

-        لا تستقيم المعرفة العلمية إلا بنظام واعي وتكامل لبناء هذه المعرفة يصطلح عليه ب: ’’المنهج“.
-        يستند هذا النظام إلى سلسلة من العمليات والإجراءات المعرفية الهادفة إلى استقصاء موضوع البحث واستكشاف حقائقه.
-        يقتضي المنهج في العلم وصف مجمل خطواته وعملياته حتى يتسنى للباحث ذاته أو لغيره من الباحثين،إتباع نفس العمليات أو مراقبتها وتقييمها، بما يتيح فرص تطوير المنهج وإغنائه.
-        وبقدر ما يرتبط المنهج بمنطلقات معرفية و نظرية، فهو كذلك يصطبغ بخصوصيات الموضوع العلمي المدروس.
-        وتعتبر الإجراءات التقنية للبحث نوعا من الامتداد المعرفي للمنهج، وليست إجراءات سابقة عليه أو مستقلة عنه...

جاذبية مناهج العلوم الطبيعية بالنسبة للعلوم الاجتماعية:

        منذ اللحظات التأسيسية لعلم الاجتماع، ظل النموذج الطبيعي للمعرفة العلمية مؤثرا وموجها لبناء هذا الحقل المعرفي الناشئ،(الفيزياء الاجتماعية)...
        وقد كان الاتجاه الوضعي واضحا في الإعلان عن هذه الجاذبية ، وفي محاولة تأسيس منهج خاص بالعلوم الاجتماعية يستلهم النموذج المعرفي العام للعلوم الطبيعية...
        في الترسيمة الوضعية لتطور مناهج العلوم وانتقالها من الأكثر بساطة وعمومية إلى الأكثر تعقيدا وتخصصا : من الملاحظة والاستقراء ، إلى الاستنباط والمنطق ، إلى المنهج التجريبي ، فالمنهج المقارن والتاريخي ، اعتبر المؤسسون الوضعيون  لعلم الاجتماع أن المنهج في هذا العلم الناشئ هو أكثرها تعقيدا وشمولية من غيره...

يلخص (Guillaume De Greef(1893 هذا  المنظور كما يلي:

<< في علم الاجتماع، وفيما يتصل بالمنهج التجريبي، فإنه لا ينبغي أن نغفل أبدا، أنه إذا كانت الإجراءات التجريبية الفردية غير فعالة في الغالب، فإنه لا بد من الإقرار بوجود وباحتمال تطور إجراءات تجريبية جماعية في علاقة بالتجارب الجماعية التي ينبغي تأسيسها أكثر فأكثر في هذا المجال(بالإدارة والمعامل..).
    إن مكتب العالم من هذا المنظور صار غير كافي منذ زمن بعيد، وما يلزم هو مختبرات جماعية، وطنية ودولية، مخصصة أساسا لوضع إحصائيات ذكية، وليس غير متماسكة كما هو عليه حال الأعمال الرسمية الحالية في الغالب..>>
G.De greef; les lois sociologiques;p.29 (ترجمة شخصية)                              
*       *      *       *         *
ليتطور الاجتهاد المنهجي بعد ذلك في علم الاجتماع مع إميل دوركايم وماكس فيبر واللاحقين



موقع المناهج والتقنيات ضمن مكونات المعرفة العلمية :



ب=  موقع مناهج وتقنيات البحث ضمن
المسار العام لبناء وتطور المعرفة السوسيولوجية والأنثروبولوجية.



خلاصــــات :

        1-  كان مسار بناء المعرفة السوسيولوجية مجالا لتفاعل معرفي متنوع المصادر: علوم طبيعية، إنسانية واجتماعية...

        2-  قبل أن يصير التمييز بين الكمي والكيفي داخليا، يهم مناهج وتقنيات البحث السوسيولوجي والأنتربولوجي، فقد كان تمييزا خارجيا بين علوم طبيعية/دقيقة ، علامتها المميزة هي الأساليب الكمية، وبين علوم إنسانية/ غير دقيقة، علامتها المنهجية المميزة هي الأساليب الكيفية( قراءة معاني الظواهر الاجتماعية التي هي ذاتها متغيرة ومتشابكة..الخ).

3-  ساهم تطور المعارف المنهجية والتقنية لعلم الاجتماع والأنتربولوجيا في تفاعل وتكامل الدراسات والأبحاث ذات القواعد المنهجية الكمية والكيفية، وفي تطوير أدوات بحث وإجراءات ميدانية كثيرة...

 4-  وقد تكرس كل ذلك عبر تطور البحث السوسيولوجي والأنتربولوجي الميداني ، وعدد من تطبيقاتهما العملية( السوسيولوجيا التطبيقية / الأنتربولوجيا التطبيقية):الانتقال من الماكروسويولوجيا إلى الميكروسوسيولوجيا




المحور الأول


الإجراءات المنهجية والتقنية لإجراء
الأبحاث والاستطلاعات السوسيولوجية
الميدانية


تذكيـــر:
موقع المناهج والتقنيات ضمن المكونات العامة للمعرفة العلمية




روابط معرفية:

        K.Poper : أهمية إنشاء نماذج نظرية متوسطة الطموح المعرفي،عوض الانطلاق من وهم بناء نظريات علمية كبرى.
        R.Merton    : النظرية السوسيولوجية كتصورات منطقية              منظمة البناء.. ينبغي أن يكون مداها محدود بشكل إرادي.    
         R.Boudon : أهمية دراسة السيرورات الجزئية في بناء           النظريات العلمية.
        A.Touraine: الانتزاع المنهجي للوقائع السوسيولوجية من الوقائع الاجتماعية.


1- مساهمة الرواد في تحديد وبناء الموضوع السوسيولوجي

   * أ.كونط: النظر في الجوانب الشاذة والمرضية للمجتمع: الفوضى، الاضطراب، اللانظام اجتماعي...
(لكن، ألا يعرف المجتمع مظاهر بناءة وداعمة لتماسكه تستحق الدراسة؟)
* إ.دوركايم: - التأسيس المنهجي لعلم الاجتماع، أو وضع قواعد للمنهج خاصة                  بهذا العلم:  اجتناب المقولات المشتركة والآراء المألوفة والأحكام الاجتماعية الرائجة،- النظر إلى الواقعة الاجتماعية كما لو كانت شيئا..
               - تعريفه للظاهرة الاجتماعية باعتبارها ذات امتداد وحجم واستمرارية في الزمان...
( إلا أن هناك حالات خاصة ومع ذلك فهي دالة اجتماعيا، كما أن هناك سيرورات وبنيات غير ظاهرة ومع ذلك فهي أساسية: ليفي ستروس..
ماكس فيبر:    -  علاقة الوقائع الاجتماعية بتمثلاتها..
-  منهجية الفهم: فهم الأفعال الاجتماعية..


1: بناء موضوع البحث ضمن مشروع متكامل للدراسة،عمل نظري ومنهجي في الآن ذاته: الموضوع يوجه نوع المقاربة المنهجية.


                     -  تحديد قضية البحث: وهي عادة ما تسعى إلى فحص العلاقة بين متغيرين أو أكثر.                                                      
     - موقعتها في الزمان والمكان: حتى ترتبط بمجتمع دراسي خاص: ( الميدان) .
             - تحديد المواصفات الكبرى للمجتمع المدروس.
    -  بيان المسألة أو المشكلة المطلوب فحصها أو معالجتها: في تساؤل مركزي محرك وموجه للدراسة.                    
     - بيان الهدف من الدراسة : معرفيا كان أو عمليا ، للاسترشاد به خلال مجمل مراحل البحث.  
     - ضبط إشكالية البحث: في أسئلة أساسية مشتقة من السؤال المركزي.
    - صياغة الفرضيات الموجهة للبحث: حتى تتجه الدراسة نحو جمع المعطيات ذات الصلة بفحص الفرضيات، أكانت فرضيات إثبات أو فرضيات نفي .
    
     - الفحص الأولي لمشروع البحث: في ضوء نماذج من الدراسات السابقة، وفي ضوء استطلاع أولي للمجتمع الدراسي،  وفي علاقة بالشروط الذاتية للباحث(موقعه بالنسبة لمجتمع البحث..).. 


2:توجيهات لبناء مشروع البحث

تذكير:

- استكشاف موضوع البحث وملامسة ملامحه، لحظة معرفية لبناء الموضوع المطلوب إنجاز دراسة سوسيولوجية بشأنه...
- بناء موضوع البحث، سيرورة معرفية تبتعد عن الإدراك المشترك للاجتماعي، في الوقت الذي تقترب فيه من الصياغة المعرفية الميدانية لقضية البحث.
- حصر الموضوع ضمن نطاق ميكروسوسيولوجي معين قابل للفحص الميداني، إذا كان يقتطع الموضوع من سياقه الاجتماعي العام        ( احتراما لمنهجية المعرفة العلمية)، فهو يسمح بمراكمة معارف محددة للإطلالة على جوانب أخرى من الحياة الاجتماعية.

3-1: المفاتيح الأساسية الموجهة لعملية البناء

1: التخلص من وهم دراسة قضية اجتماعية ما دراسة شاملة، جامعة، مانعة...      =  إما بسبب الاستحالة الميدانية لمثل هذه الدراسات.
                  = وإما بسبب ما تتطلبه من جهد معرفي ونظري كبير،                                =   إضافة إلى كلفتها الزمنية والمالية العالية.

2: الاقتناع بكون صياغة عنوان/قضية البحث إنما هي عملية لاحقة على الإجراءات المعرفية،المنهجية والتقنية الإعدادية لعملية البناء.

3: اعتبار الصياغة التي لا تسمح بإدراك متماثل أو متقارب لنفس الموضوع ( اعتمادا على تقنية التحكيم)، إنما تكشف عن خلل في البناء والصياغة: على مستوى المصطلح والمفهوم وترتيب العلاقة بين متغيرات قضية البحث...

3-2:تعريف المكونات الأساسية لمشروع البحث:

-1: القضية: تعمل على التعبير عن وجه من أوجه الحياة الاجتماعية عبر النظر في العلاقة القائمة أو المحتملة بين متغيراتها  (بعض عناصر أو مكونات الحياة الاجتماعية المقصودة بالدراسة).
 مثال: الطالب غير الممنوح و تدبيره لنفقاته الدراسية
         ” معنى الحياة عند المسنين“ ..الخ.
-2:تحديد الموضوع: بالشكل الذي يحيل على مجتمع دراسي قابل  لفحص قضية البحث ميدانيا انطلاقا منه، وبالشكل الذي يتيح اختيار نوع المقاربة المنهجية، كمية أو كيفية...
  مثال:          ” الطالب غير الممنوح وتدبيره لنفقاته الجامعية“
              دراسة استطلاعية للطلبة غير الممنوحين بجامعة ابن طفيل.
   مثال للتطبيق: ”معنى الحياة عند المسنين“ ، دراسة حالات لنزلاء دار العجزة                        بالقنيطرة. 

 -3: الهدف من البحث:
* يبرز المساعي المحركة للبحث، أو الغايات المعرفية والعملية المتوخاة من إنجازه.
     * كما يساهم في توجيه صياغة الموضوع بما يترجم تلك المساعي،        وبما يحقق الغايات المرجوة من وراء إنجازه( بناء تفاعلي لكافة مكونات المشروع).
  مثال:  ”استطلاع الكيفية التي يتدبر بها الطلبة غير الممنوحين مصاريف حياتهم الجامعية، بغاية الوقوف على الصعوبات المحتملة التي تواجه هذا المسار، أو تعرقله“...
  - تطبيق على مثال العجزة ...

-4:السؤال الموجه للبحث:

    * يترجم بشكل مباشر موضوع الدراسة، ويعمل على توجيه مختلف مفاصلها. إنه سؤال محوري أو مركزي، وهو بمثابة الوجه الآخر لموضوع البحث.
    * كل عدم تطابق بين الموضوع وسؤاله المحوري، يعبر عن خلل في تحديد الموضوع، أو عن التباس في الهدف المتوخى من البحث.

مثال: - ” بأي كيفية يدبر الطالب الجامعي غير الممنوح نفقاته                                                      الدراسية ؟ “.                                                                           
      - ”أي معنى ينظر من خلاله  المسنون نزلاء دار العجزة إلى الحياة؟“

-5:الإشكالية:
      * وهي بناء تساؤلي لموضوع البحث، بناء يعمل على اشتقاق أهم التساؤلات ذات الصلة بالموضوع، والموضحة لسؤاله المحوري.
      * إنها بناء تساؤلي يسعى إلى النظر في علاقة متغيرات موضوع البحث، ببعض المتغيرات الأخرى ذات الصلة الوثيقة بقضيته.
مثال:  - هل يتحقق ذلك باعتماد الطالب كلية على المساعدات الأسرية؟
        - أم يتدبر الأمر عبر المزاوجة بين الدراسة والعمل؟
        - أم يعتمد على دعم بعض الجمعيات المهتمة بالخدمات                    الاجتماعية الموجهة للطلبة؟
تطبيق على مثال العجزة...      =

-6: الفرضيات: 
      * باعتبارها دالة على الروح العلمية، بما هي صياغات احتمالية للعلاقات الممكنة بين متغيرات الدراسة كما تم تقديمها ضمن  تساؤلات البحث أو إشكاليته..
      * ويمكن أن تتخذ الفرضيات صيغة موجبة، متجهة وجهة تأكيد العلاقة بين متغيرات الإشكالية، أو صيغة سالبة متجهة وجهة نفي العلاقة بينها.
مثال: - من الوارد أن تكون الأسر هي من يتحمل مجمل هذه النفقات.
          - قد تعتمد قلة منهم على المزاوجة بين الدراسة والعمل.
          - من الناذر أن تكون جمعيات الخدمات الاجتماعية هي من تتحمل          هذه النفقات.
= تطبيق على مثال العجزة...



خلاصــــات

- يقع التكوين النظري في منطلق وأساس أي إعداد معرفي  ومنهجي لموضوع البحث.
- إن عملية اختيار تقنيات البحث والدراسة الميدانية تكون  لاحقة على عملية البناء المعرفي للموضوع، أو متفاعلة    معها.
- يعتبر استطلاع الميدان والتعرف على بعض الخصائص الاجتماعية للمجتمع المدروس مساعدا ليس فقط على اختيار التقنية أو التقنيات الملائمة لدراسته، وإنما كذلك لضبط مكونات مشروع الدراسة أو البحث.



















المنــاهج الكمــية

(المحور الأول)

الدرس 2:

من المفاهيم إلى المتغيرات والمؤشرات



1= تعريف المتغيرات

-         تتألف الظاهرة الاجتماعية من عدد من المكونات والعناصر..

-         توجد هذه المكونات في حالة دائمة من التفاعل وتبادل التأثير، ولو كان الطابع الظاهر لبعض الظواهر أو الأوضاع والأحوال الاجتماعية هو الاستقرار والثبات...

-         الحاجة المنهجية للباحث إلى فحص تفاعلات بعينها من الظاهرة موضوع البحث، تقتضي منه فحص نوع العلاقة الجارية بين مكوناتها وعناصرها، أو ”عواملها“هي ما يصطلح عليه ب:“ المتغيـرات“..                                     هكذا نتحدث في العلم عن المتغيرات كإجراء منهجي في كل دراسة تحترم الشروط المنهجية القاعدية للبحث

- تتحدد المتغيرات عادة عبر تحويل سؤال البحث، أو أسئلة الإشكالية،إلى صيغة ترمي إلى تحديد أثر عامل من العوامل المكونة لموضوع البحث في  العوامل الأخرى، أو نوعية تفاعله مع واحد أو أكثر من هذه العوامل (المتغيرات)...
 مثال: - هل يؤثر التقدم في السن لدى نزلاء دار العجزة على تكوينهم لمواقف سلبية من الحياة؟
         - وهل هناك اختلاف بين الرجال والنساء بهذا الخصوص؟...
مثال للتطبيق:  العوامل المؤثرة في اختيار الطلبة لمسلك انتمائهم الجامعي.

  وهكذا يسمح هذا الإجراء المنهجي بتحديد وجهة التحليل، وبالتالي نوع المتغيرات المطلوب رصد تفاعلاتها.


2= أنواع المتغيرات:

2-1: المتغيرات الأساسية: تعكس بشكل مباشر مكونات قضية البحث..وتعبر عن عناصر السؤال/ الأسئلة الموجهة للبحث...وبذلك يتم تمييزها عن المتغيرات الثانوية  باعتبارها لا تتناول مباشرة عناصر قضية البحث ، وإن بدت ذات صلة بها..
        مثال للتطبيق: عوامل اختيارات الطلبة/ مسلك الانتماء الجامعي.
2-2: المتغيرات المركزية :وهي ذاتها الأساسية، فقط يتم تسميتها كذلك لتمييزها عن المتغيرات الفرعية المشتقة منها.
    مثال للتطبيق: = عوامل الاختيار: - الأسرة – الأساتذة- الأصدقاء..
                     = مسلك الانتماء:  .........

2-3: المتغيرات المستقلة: وتعتبر مستقلة، إما لأنها موضوعيا كذلك، باعتبارها محددات مستقلة للظاهرة موضوع الدراسة، مثل السن، الجنس، مكان الولادة..
  أو لأن الباحث يتخذها كعوامل مساعدة على فهم وتفسير الظاهرة..
       = تطبيقات على المثال السابق: .........





2-4: المتغيرات التابعة: ويرصد من خلالها الباحث أثر المتغيرات المستقلة..

= تطبيقات على المثال السابق: .........
*           *            *
   هذا ويمكن الحديث عن أنواع أخرى من المتغيرات، مثل الوسيطة والمرافقة... كلما تم تعميق الفحص والتحليل إلا وبرزت الحاجة إليها.


3= من المتغيرات إلى المؤشرات:

-        يرى لزرسفيلدP.Lazarsfeld  أن هناك 4 مراحل للانتقال من المفهوم إلى المؤشر:
  1- البناء النظري للمفهوم ومحاولة ضبطه تبعا لخصوصية موضوع البحث؛
   2- تفكيك المفهوم إلى مكوناته بما يسمح بالوقوف على أهم المتغيرات..؛
   3- اختيار العلامات  Les Indicateursالدالة على كل مكون/ متغير..؛
   4- ترتيب بعض العلامات وصياغتها في مؤشرات قابلة للرصد والقياس بشكل موضوعي (بعيدا عن الانطباعات..)، إما كميا أو كيفيا..
    = مثال للتطبيق: مؤشر سلامة اختيار المسلك:
                       علامات المؤشر: - فكرة متكاملة عن مجمل المسالك   - طبيعة التكوين داخل مسلك الاختيار – طرق التقييم والمراقبة – مخارج التكوين......


 المؤشرات إذن هي بمثابة معايير لرصد وقياس المتغيرات

   = يمكن لهذا الرصد أو القياس أن يتحقق انطلاقا من علامات كمية..
   = كما يمكن أن يتحقق انطلاقا من علامات كيفية...
  تبعا لطبيعة الموضوع المدروس،وتبعا للمتغيرات المرصودة، وتبعا لنوع المقاربة المنهجية( استطلاع موسع أو معمق)، وتبعا لأهداف الدراسة...
       - تطبيق على المثال السابق: اختيارات الطلبة لمسالك انتمائهم... 





خلاصـــــــــــات:

        تعتبر كذلك مدخلا منهجيا لا غنى عنه لمهام الدراسة والبحث وخاصة في مراحله الميدانية (بناء أداة الاستطلاع)...

        تمهد السبيل لعمليات تقديم وعرض المعطيات، وأساسا بناء الجداول والمبينات، واستعمال الأساليب الإحصائية في قراءة المعطيات...


         تؤدي المتغيرات بالنسبة لكل بحث وظيفة معرفية هامة تتمثل في إتاحتها فرصة المقارنة الموضوعية بين العناصر والمكونات موضوع الرصد والبحث...





























العينـــــات

أنواعها وطرق بنائها

تقديــم:     الحاجة المنهجية إلى العينات
    = استحالة التغطية الإحصائية لمجمل وحدات بعض قضايا البحث الاجتماعي، أو لا جدوى مثل هذه التغطية (حيث يمكن تغطية مجمل وحدات موضوع ما ، وحيث لا يمكن ذلك بالنسبة لمواضيع أو قضايا بحث أخرى)
   =  أهمية استخدام العينات بالنسبة لبعض الدراسات الاستطلاعية السابقة على الأبحاث الاستقصائية: بغاية تدقيق المتغيرات ، أو بغاية ضبط أداة الاستطلاع..
  =  الضرورات التنظيمية والإجرائية للبحث تقتضي أحيانا كثيرة استخدام العينات: - مدة زمنية غير كافية للاستطلاع الميداني
             - موارد مالية محدودة
           - موارد بشرية محدودة كذلك...

1= من مجتمع البحث إلى العينة

      إن الحاجة المنهجية لإجراء البحث انطلاقا من العينة   

  = تقتضي بداية تحديد مواصفات مجتمع البحث وتدقيقها
    تبعا ل : - طبيعة البحث وحدوده( استطلاع أولي، استطلاع موسع، دراسة تتبعية..الخ)
                - لمنهجية البحث ونوعية المقاربة المقترحة لدراسته  ( كمية، كيفية، تجريبية..)

  = الإعلان عن هذه المواصفات وجردها بما يلزم من الوضوح والتمييز بين كل خاصية أو صفة من خصائص مجتمع الدراسة وصفاته..
           
    مثال للتطبيق:  نزلاء دار العجزة: ..........................
      
وبذلك فإن العينة تعريفا هي وحدات الاستطلاع الميداني التي تعكس خصائص مجتمع البحث بما يلزم من تمثيلية كمية وكيفية.
               




2-1= العينات الاحتمالية أو العشوائية

       إن الاحتمال هنا أو العشوائية لا يعني الاختيار كيفما اتفق لوحدات الاستطلاع الميداني ، بقدر ما يعني اختيارا  وفق شروط أهمها: -  مجتمع بحث (المجتمع الأم) معروف في خصائصه أو سماته،
                      - معلنة متغيراته،
                      - تتوفر قاعدة إحصائية عنه.

      وبناء على ذلك يتم اختيار وحدات الاستطلاع تبعا لبعض الإجراءات الإحصائية والتقنية المميزة لكل طريقة في اختيار العينة ، هي ما يجعلها تحمل تسميات مختلفة :

2-1-1: العينة العشوائية البسيطة : حيث تسمح طريقة بناء هذا الصنف من العينات بإتاحة الفرصة لأي وحدة من وحدات مجتمع البحث باحتمال تمثيلها ضمن العينة الممثلة لذلك المجتمع أثناء الاستطلاع الميداني.
2-1-2: العينة العشوائية المنتظمة : حيث يتم اختيار وحدات العينة بطريقة منتظمة تبعا لمقياس ترتيبي يختاره الباحث، دون أن يكون لذلك تأثير على إمكانية أو احتمال تمثيل أي فرد أو وحدة من مجتمع البحث ضمن عينة الدراسة
       
  مثال: اختيار الطالب المرتب 3 من بين كل مجموعة 10 طلبة من اللائحة الإجمالية للطلبة المبحوثين..
2-1-3: العينة الطبقية : حيث يتم تشكيل مجموعة من العينات الفرعية تبعا لمتغيرات وخصائص مجتمع البحث، ويتم انتقاء من بين هذه المجموعات الفرعية وحدات الدراسة الميدانية بطريقة عشوائية تبعا لتلك الخصائص.
2-1- 4: العينة العنقودية: حيث يتم تقسيم مجتمع البحث إلى عدد من المجموعات الفرعية، وبعد ذلك تقسيم كل مجموعة فرعية إلى مجموعات جزئية، إلى حين الوصول إلى الدرجة التي تسمح باختيار المجموعات الجزئية الممثلة للمجتمع الكلي للبحث، حيث يتم استطلاع مجموع وحدات المجموعات الجزئية المختارة.

2-2: العينات المنظمة أو غير العشوائية

       وهي بدورها أصناف تقتضيها طبيعة المقاربة المنهجية، وأهداف الدراسة،ومرحلة إنجازها
( كالاستطلاعات الأولية)..
       ويتم الاصطلاح عليها بمصطلحات عديدة، من بينها العينات السهلة المنال، وعينات تحقيقات الشارع، وعينات كرة الثلج، والحصصية، والهادفة.. دون أن يعني ذلك أن بعض إجراءات بنائها مختلفة كليا عن النمط العشوائي من العينات.
     وأهم أنواع هذا الصنف:

2-2-1: العينة الحصصية أو بالكوطا أو النصابية : وهي نوع من النموذج المصغر لمجتمع البحث، حيث يتم اختيار وحدات العينة تبعا لحجم ودرجة أو نسبة حضور كل خاصية من بين الخصائص العامة للمجتمع الأم.
            مثال: اختيار عينة من بين الطلبة تبعا لنسبة حضور الخصائص التالبة: المسالك، الجنس، سنوات التكوين الجامعي...
2-2-2:العينة العمدية أو الهادفة : حيث يتم تحديد واختيار أفراد معينين من مجتمع البحث لأغراض خاصة ذات أهمية بالنسبة للباحث، وبالنسبة للهدف من الاستطلاع..لذلك لا يمثل هذا النوع من العينات تمثيلية كافية لمجتمع البحث كما هو حال العينات العشوائية،  رغم فوائدها المنهجية والميدانية الخاصة.
2-2-3:عينة كرة الثلج : حيث يعمد الباحث إلى انتقاء مبحوثين أوليين تبعا للمواصفات المطلوبة في دراسته، وبعد ذلك يطلب من المبحوث إرشاده إلى الشخص أو الوحدة الموالية التي تحمل نفس الخصائص المطلوبة ، وهكذا إلى أن يتم استيفاء التحقيق الميداني؛ وكأن العينة في هذه الحالة تبنى تدريجيا.
      
  مثال: الطلبة المنتمون سياسيا..





خلاصـــــــــــــــــات:

      = لعل الهدف المنهجي الأساسي لاستخدام العينات هو إمكانية تعميم نتائج البحث على مجمل المجتمع الدراسي موضوع البحث،وهذا ما يعرف بالصلاحية؛
      = لا تتحقق صلاحية العينة من غير تحقيق شرط سابق ألا وهو هو ما يعرف بالتمثيلية الكافية؛
      = إلا أن ذلك لا يتحقق من غير صعوبات:
       بعض هذه الصعوبات ذات طابع تقني أو إحصائي وعملي(تنفيذي) خاص بكل نوع، وبعضها الآخر مشترك بين أغلب أنواعها...لذلك يتم اللجوء إلى تقليص هامش الخطأ أو إلى تقويم العينة,..





























الاستمارة:

المحور الثاني:


تقديم:
 
  = صارت الاستمارة قرينا مباشرا للبحث السوسيولوجي الميداني،  إلى درجة تغطيتها على ما عداها من الأنواع الأخرى لتقنيات البحث.
     = أدى الاستخدام الموسع للاستمارة إلى نوع من الاستسهال في استخدامها من قبل غير المختصين بالبحث السوسيولوجي وطرائقه، دون مراعاتهم للاحتياطات المنهجية والتقنية التي يتطلبها اللجوء إلى هذه الوسيلة التقنية أو غيرها.
     = كغيرها، فقد تطورت هذه التقنية بدورها في سياق تبلور المعرفة السوسيولوجية والأنثروبولوجية ، انتقالا من الصيغ الأولية البسيطة لاستخدامها، وصولا  إلى الصيغ الأكثر تنظيما وترتيبا تقنيا  لها: Ethnos,SPSS



1=الشروط العامة والخاصة بتطبيق الاستمارة:

= إن ما يبرر استقلال أي تقنية عن الأخرى هو بالطبع استخدامها فيما هو غير ممكن وغير قابل للتحقق بواسطة غيرها، وإن كانت درجة استقلال كل تقنية عن الأخرى في بعض الأحيان بسيطة.
= إن أهم ما يميز الاستمارة بالمقارنة مع تقنية الملاحظة أو المقابلة، هو صلاحيتها لجمع أصناف من المعطيات لا تجتمع في غيرها: معطيات عن الأفعال والممارسات، وكذا عن الآراء والمواقف، إضافة إلى التطلعات والانتظارات..
= على خلاف الملاحظة أو المقابلة، فإنه عادة ما لا يتم اللجوء إلى الاستمارة خلال المراحل الاستكشافية لميدان البحث، بل عادة ما يتم اعتمادها خلال مراحل إنجاز التحقيق الميداني وتنفيذ عملية جمع المعطيات.
= كذلك، يتجه استخدام الاستمارة عادة نحو التغطية الموسعة ( استقصاء موسع) لمجتمع البحث ، عبر الاتصال بعدد كافي من المبحوثين المفترض فيهم تمثيل قضية البحث ( العينة ). ولذلك غالبا ما يستعين الباحث ،لإنجاز عملية البحث بهذه الطريقة، بعدد من المحققين المساعدين.
= إذا كانت الاستمارة تصنف عادة ضمن التقنيات الكمية لجمع المعطيات، وتخضع معطياتها للمعالجة الكمية الإحصائية بالأساس، فإن ذلك لا يلغي انكبابها على جمع معطيات كيفية خاضعة لطرق التحليل الكيفي، فضلا عن قابليتها لطرق التحليل الكمي.
= نظرا للطابع الموسع لإنجاز التحقيق بواسطة الاستمارة ، فإن مشكلات العينة ( أنواعها وطرق اختيارها..)عادة ما تكون مرافقة لاستخدام هذه الطريقة التقنية في البحث السوسيولوجي.

2= أنواع الاستمارة:

= إن الطابع العام لبناء الاستمارة يضفي عليها شكلا أكثر تنظيما بالمقارنة مع غيرها من تقنيات البحث، وهو شكل يعكس خصوصيتها أكثر ما يعكس تفوقها على غيرها، خاصة وأن بعض أنواع الاستمارة وصيغ تنفيذها لا تختلف كثيرا عن أنواع محددة من المقابلة أو من الملاحظة.
= على الرغم من الطابع المذكور المميز للاستمارة، فإنه يتم التمييز داخلها بين الأنواع الأساسية التالية، وذلك تبعا لصيغ تنفيذها، أو تبعا لمجالات استخدامها، أو تبعا لسمات المجتمع الدراسي المعني بالتحقيق الميداني اعتمادا على هذه الأداة :
2ـ1: الاستمارة العادية:  le questionnaire ordinaire

= يتم استخدام هذا النوع مع مجتمع دراسي متعلم وقادر على التعامل التقني مع الاستمارة، إذ يكتفي الباحث بإعداد الاستمارة، ليوزعها بعد ذلك على المبحوثين قصد تعبئتها من قبلهم؛ وقد تستعمل لهذه الغاية طرق التوزيع المباشر أو عبر الوسائط العديدة للتوزيع تقليدية كانت أم حديثة( بريد إلكتروني مثلا..).

  = عادة ما  لا تحقق هذه الطريقة نسبة الاستجابة المرجوة، وكذا درجة الصدق المنتظرة، ما يدعو الباحث إلى اتباع عدد من الإجراءات الموازية، من قبيل : توزيع عدد من الاستمارات مضاعف لأفراد العينة، أو إعادة توزيع استمارات إضافية بعد الحصول على نسبة غير كافية من الردود، أو تجنيد عدد كافي من المحققين لملء الاستمارة، وهو ما يمثل النوع الثاني منها:

2ـ2:الاستمارة الموجهة : le q. administré   

= حيث يعمل الباحث أو المحقق المساعد على تقديم أسئلة الاستمارة للمبحوثين وتدوين إجاباتهم عنها بنفسه، كما لو تعلق الأمر بمقابلة، ولهذا يطلق على هذه الصيغة كذلك اصطلاح: ”استمارة ـ مقابلة“.

= يتم اللجوء إلى هذه الصيغة ، إما لكون أفراد  المجتمع الدراسي غير متعلمين أو غير مؤهلين لتعبئة الاستمارة بأنفسهم، أو حرصا من الباحث على تغطية العدد الكافي من المبحوثين، خاصة إذا كان متوقعا عدم تفاعلهم القوي مع موضوع البحث...
         و معلوم أن هذه الطريقة تعرف بعض الصعوبات وبعض النواقص كذلك...

2ـ3: أما الاستمارة الصامتة:

= فهي تمثل الوجه الآخر لتقنية الملاحظة بالمعاينة، حيث يتم إعداد  وثيقة الاستمارة وتدوين المعطيات المعنية بها عبر تسجيل ما يلاحظ أو ما لا يلاحظ الباحث أو المحقق المساعد من عناصر تهم موضوع البحث.

  =  وعادة ما يتم اللجوء إلى هذه الصيغة حينما يتخذ البحث كموضوع له بعض العناصر أو المقومات المادية المحيطة ذات صلة بالحياة الاجتماعية للمبحوثين، أو حينما يهم موضوع البحث رصد بعض الممارسات والأنشطة الاجتماعية للمبحوثين دونما حاجة إلى استجوابهم أو مقابلتهم.
 وتبرز هذه الأنواع الثلاثة بعض مظاهر الشبه بين الاستمارة وأنواع أخرى من تقنيات البحث، كما توضح ذلك الخطاطة التالية:

خطاطة الاستمارة :


3= الشروط والمواصفات العامة لبناء الاستمارة:

كغيرها من التقنيات، يتم بناء الاستمارة تبعا لعدد من الشروط، وعبر احترام عدد من مواصفات البناء، من بينها:
 = القيام باستطلاع ميداني أولي لموضوع البحث، قصد التعرف على خصوصيات مجتمع البحث، وقصد الاقتراب من مكونات الموضوع المدروس.
 = وضع الاستمارة في صيغتها التجريبية، قصد اختبار مدى صلاحيتها وملاءمتها لإنجاز البحث بخصوص الموضوع المزمع دراسته وعن المجتمع المقترح لذلك.
 = تصحيح الاستمارة التجريبية واقتراح الصيغة المعدلة، بناء على نتائج المرحلة التجريبية، حيث يتم تحديد محاور الاستمارة وعدد أسئلتها وترتيبها ونوعيتها (مفتوحة، مغلقة..).
  أما المواصفات الأساسية للاستمارة فإنها تقتضي من الباحث:
=  التمهيد للاستمارة ببيان موضوعها والهدف من ورائها والطرف المسؤول عن إجراء البحث..
 =  ترتيب محاورها تبعا لإشكالية البحث ونوع المعطيات المطلوبة منه..
 = ضبط عدد الأسئلة وترتيبها وصيغتها اللغوية، بما لا يدع مجالا للتصرف فيها من طرف المحقق، أو تأويلها من طرف المبحوث..
 = ضبط أنواع الإجابات المقترحة على المبحوثين: أسئلة مفتوحة أو مغلقة أو مذيلة باختيارات..
 = هذا مع العلم أن الباحث عادة ما يخصص إطارا تقنيا لترقيم الاستمارات، وكذا لتدوين الملاحظات الموازية، خاصة إذا كانت صيغة تنفيذها هي استمارةـ مقابلة أو لتسجيل ملاحظات ومقترحات المبحوث إذا كانت بصيغة الاستمارة العادية.

       *            *            *                   *            *           






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

keyboard_arrow_up

جميع الحقوق محفوظة © عرب سوسيو- طلبة علم الإجتماع القنيطرة -

close

أكتب كلمة البحث...