"  ابن خلدون  "


   


                         " فهرس المحتويات "

   1) المقدمة

2) الموضوع:
                  - نبذة تاريخية عن حياته
            - نشأته
  
   2) - ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع
         -   فلسفة ابن خلدون
       - ابن خلدون وعلم التاريخ
        
   3) - أهم كتبه
         - وفاته

   4) الخاتمة

5)المراجع و المصادر


                            "  ابن خلدون  "


مقدمة:

      بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد    و على آله و صحبه أجمعين ،أما بعد ..
شخصيات قام على جهودها الصرح العلمي الشامخ، هذا الصرح الذي أضاءت أنواره العتمة التي كانت تغطي الأذهان إنهم العلماء العرب فقد برع العرب في الكثير من العلوم من الطب والصيدلة والكيمياء والفيزياء والحيل والموسيقى والرياضيات والفلك والاجتماع، و أجادوا فيها ، و أضافوا إليها إضافات هامة أثارت الإعجاب و الدهشة لدى علماء الغرب ، فاعترفوا بفضل العرب و أثرهم الكبير في تقدم العلم و العمران وغير ذلك مما كان لعلماء العرب فيه دور الريادة أمثال أبو بكر الرازي و ابن سينا و جابر بن حيان و الخوارزمي و الكثير الكثير
ويعد ابن خلدون صاحب عنوان هذا البحث ، وقد تم اختياره عن غيره من العلماء بسبب التعرف على شخصيات أخرى كان أيضا لها من الفضل الكثير ..
وسوف نتناول هذا الموضوع من حيث : نبذه عن حياته ونشأته , دوره في علم الاجتماع وفلسفته , أصالته في علم التاريخ و أهم كتبه ومؤلفاته . و أخيرا بعض المعلومات عن نهاية حياته للأسف ...

الموضوع :

نبذة تاريخية عن حياته :
         ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي المؤرخ الشهير ورائد علم الاجتماع الحديث الذي ترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى اليـــــــــــــوم.
ولد بتونس في [ غرة رمضان 732هـ = 27 من مايو 1332م]  وعاش في الجزائر ،  كانت أسرة ابن خلدون و التي تنحدر من أصول عربية كما ذكر في كتاباته أسرة ذات نفوذ في إشبيلية في الأندلس. هاجر بنو خلدون إلى تونس التي كانت تحت حكم الحفصيين يعد من كبار العلماء الذين أنجبهم  المغرب العربي ، إذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علمي الاجتماع والتاريخ ، بشكل خاص في كتابيه : العبر والمقدمة. وقد عمل في التدريس في بلاد المغرب ، بجامعة القرويين في فاس ،ثم في الجامع الأزهر في القاهرة ، والمدرسة الظاهرية، وغيرها من محافل المعرفة التي كثرت في أرجاء العالم الإسلامي المختلفة خلال القرن الرابع عشر نظراً لحض الدين الإسلامي الحنيف للناس على طلب العلم. وقد عمل ابن خلدون في مجال القضاء أكثر من مرة ، وحاول تحقيق العدالة الاجتماعية في الأحكام التي أصدرها.(1)

    ------------------------------------------------------------------------------------------------
    1) ابن خلدون– د.عمر فاروق الطباع- بيروت- مؤسسة المعارف للطباعة والنشر- 1997- ص30



    نشأته:
       نشأ ابن خلدون في بيت علم ومجد عريق، فحفظ القرآن في وقت مبكر من طفولته، وقد كان أبوه هو معلمه الأول، كما درس على مشاهير علماء عصره، من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى تونس بعدما ألم بها من الحوادث، فدرس القراءات وعلوم التفسير والحديث والفقه المالكي، والأصول والتوحيد، كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفة والطبيعية والرياضيات، وكان في جميع تلك العلوم مثار إعجاب أساتذته وشيوخه.(1)

   ابن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع:
        يعد ابن خلدون المنشئ الأول لعلم الاجتماع، وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم، فقد عالج فيها ما يطلق عليه الآن "المظاهر الاجتماعية" ـ أو ما أطلق عليه هو "واقعات العمران البشري"، أو "أحوال الاجتماعي الإنساني".
وقد اعتمد ابن خلدون في بحوثه على ملاحظة ظواهر الاجتماع في الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها، والحياة بين أهلها، وتعقب تلك الظواهر في تاريخ هذه الشعوب نفسها في العصور السابقة.
وقد كان "ابن خلدون" ـ في بحوث مقدمته ـ سابقًا لعصره، وتأثر به عدد كبير من علماء الاجتماع الذين جاءوا من بعده مثل: الإيطالي "فيكو"، والألماني " ليسنج"، والفرنسي"فوليتر"، كما تأثر به العلامة الفرنسي الشهير "جان جاك روسو" والعلامة الإنجليزي "مالتس" والعلامة الفرنسي "أوجيست كانط".(2)

فلسفة ابن خلدون:
        امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه الأقدمون وعلى أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة في شمالي إفريقية و غربيها إلى مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته يرى ابن خلدون (ت 808هـ، 1406م) في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن
ويعرِّفها قائلاً: ¸بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية و الأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. (3)



-------------------------------------------------------------------
1) ابن خلدون-د.عمر فاروق الطباع- بيروت- مؤسسة المعارف للطباعة والنشر-1997-ص31-(بتصرف)
2)السابق ص30
3)  ابن خلدون –د.عمر فاروق الطباع-بيروت-مؤسسة المعارف للطباعة والنشر-1997-ص 90-(بتصرف)



فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق ، ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الإطلاع على الشرعيات من التفسير والفقه، فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والإطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها·.  ولعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. من هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا في التجريد العقلي.(1)


   ابن خلدون "وعلم التاريخ":
تبدو أصالة ابن خلدون وتجديده في علم التاريخ واضحة في كتابه الضخم "العبر وديوان المبتدأ والخبر" وتتجلى فيه منهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية، حيث إنه يستقرئ الأحداث التاريخية، بطريقة عقلية علمية، فيحققها ويستبعد منها ما يتبين له اختلاقه أو تهافته.
أما التجديد الذي نهجه "ابن خلدون" فكان في تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرًا عن الكتابات التاريخية التي سبقته، فهو لم ينسج على منوالها مرتبًا الأحداث والوقائع وفق السنين على تباعد الأقطار والبلدان، وإنما اتخذ نظامًا جديدًا أكثر دقة، فقد قسم مصنفه إلى عدة كتب، وجعل كل كتاب في عدة فصول متصلة، وتناول تاريخ كل دولة على حدة بشكل متكامل، وهو يتميز عن بعض المؤرخين الذين سبقوه إلى هذا المنهج كالواقدي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والمسعودي بالوضوح والدقة في الترتيب والتبويب، والبراعة في التنسيق والتنظيم والربط بين الأحداث. ولكن يؤخذ عليه أنه نقل روايات ضعيفة ليس لها سند موثوق به.(2)





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      (1)ابن خلدون –د.عمر فاروق الطباع-بيروت-مؤسسة المعارف للطباعة والنشر-1997-ص 90-(بتصرف)
 (2) د. محمود السعيد الكردي، ابن خلدون مقال في المنهج التجريبي، طرابلس، المنشأ العامة للنشر،   ط1، 1984، ص305 بتصرف



  






    أهم كتبه:

1- العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.

-2  (مقدمة ابن خلدون) طغت شهرتها على الكتاب نفسه، وهو في الخامسة والأربعين من عمره.

3- شرح البردة وهو كتاب في مدح الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم.(

4-كتاب لباب المحصل في أصول الدين، وهو تلخيص كتاب الفخر الرازي في علم التوحيد.

5-وكتاب في الحساب.

 6-ورسالة في المنطق.

7- وكتابه الشهير "التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا" يعد رائداً لفن الترجمة الذاتية –الأوتوبيوجرافيا-.

وتأثر بكتبه عدد كبير من علماء الاجتماع الذين جاءوا من بعده كأمثال العالم الإيطالي "فيكو"، والألماني "ليسنج"، والفرنسي "فوليتر" (1)

وفاته:
      توفي رحمه الله  في مصر بتاريخ [ 26 من رمضان 808هـ الموافق 1406 مـ]، و دفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة
 إلى جنات الخُلد أيها العالم الجليل، لقد كنت مثالاً للعالِم المجتهد والباحث المتقن، الذي ترك بصمات واضحة لا على حضارة وتاريخ الإسلام فحسب، وإنما على الحضارة الإنسانية عامة، فما تزال مصنفاتك وأفكارك نبراساً للباحثين والدارسين على مدى الأيام والعصور فرحمه الله رحمةً واسعة وأدخله فسيح جناته وجعل قبره روضةً من رياض الجنة (2)





         ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=56981&pg=67

(2) http://www.meskat.net   - الإمام يوسف القرضاوي- 29/10/2008






    


 الخاتمة :
       
                هنا انتهت رحلته في هذه الحياة ، رحل تاركا وراءه صفحات لا يمكن أن تطوى أبدا ،   
      لأنه لم يترك  شيئا لم يضع عليه بعضا من بصماته ، فقد كان أول من وجد علم الاجتماع                 
       في هذه الأرض ،وكان لفلسفته دورا هاما في الحياة ، أما مؤلفاته في علم التاريخ فقد         
       كانت لها أهميتها الخاصة..
           نستشف من كل ما سبق أن الماضي كان يعج بالحياة الملآ بالعلوم والمعرفة , ولكنها
       كانت بحاجة لمن يبرزها للعامة ...
     
                هنا أود أن أسال الله أن يجعل في زمننا هذا , شبيه لتلك الشخصيات , حتى يفخر
         بها الجيل القادم كما نفخر نحن بأولئك الذين كانوا في أزمنة مضت منذ أعوام طوال ...
         
      
     
 المصادر و المراجع:


·        ابن خلدون- د.عمر فاروق الطباع- بيروت- مؤسسة المعارف للطباعة والنشر – 1997


·        ابن خلدون مقال في المنهج التجريبي- د.محمود السعيد الكردي- طرابلس- المنشأة
العامة للنشر- ط1 – 1984


·        http://www.meskat.net –الإمام يوسف القرضاوي- 29/10/2008


·        http://www.moheet.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

keyboard_arrow_up

جميع الحقوق محفوظة © عرب سوسيو- طلبة علم الإجتماع القنيطرة -

close

أكتب كلمة البحث...