الإنسان كائن اجتماعي يعيش و يقضي معظم وقته في جماعة و في جماعات , يؤثر فيها و يتأثر بها , ويتحدد سلوكه الإجتماعي على أساس السلوك الإجتماعي المصطلح عليه
و الفرد منذ ولادته وخلال نموه تطرأ عليه تغييرات جوهرية تشمل جوانب عديدة من شخصيته ، فهو ينمو جسميا و فسيولوجيا ، و ينمو عقليا ، و ينمو انفعاليا ، وينمو اجتماعيا
و لعل الناحية الإجتماعية هي قطب رحى موضوعنا هذا ، فمنذ طفولة الفرد تنمو لديه القدرة تدريجيا على إنشاء العلاقات الإجتماعية مع الآخرين. فهو يكتسب الأساليب السلوكية و الإجتماعية و الإتجاهات و القيم و المعايير و يتعلم الأدوار الإجتماعية ، و هو يتعلم ما يصطلح عليه بالتفاعل الإجتماعي مع رفاق السن ، و ينمو أخلاقيا و دينيا
لذلك صار لزاما معرفة دوافع السلوك الإجتماعي بهدف تحديد علاقة الطفل بباقي رفاقه - رفاق الحي و المدرسة...- بغية فهم السلوك و وصفه , و التنبؤ به , و التحكم فيه... لنخرج بفهم و تفسير لحياتنا و حياة الآخرين , و كذا توجيه هذه الحياة توجيها صحيحا
هنا يأتي علم الإجتماع ليمدنا بمادة معرفية جد مهمة لكل التساؤلات , فمسألة النشء مسألة جوهرية وهي ما يتناول علم الإجتماع بالبحث و الدراسة, و القياس الإجتماعي
لماذا ندرس علم الاجتماع؟
لأن علم الاجتماع يهتم بدراسة ظواهر نابعة من الواقع الاجتماعي المعاش (الانحراف، التهميش، العمل، الفساد، العائلة، العنف، الاستهلاك…)، يتشكل لدينا انطباع بقرب هذا العلم ومواضيعه من حياتنا. إلا أنه يجب التأكيد على أن الفهم الموضوعي والدقيق لهذا الواقع الاجتماعي لا يمكن أن يتم دون معرفة سابقة بماهية علم الاجتماع من ناحية موضوعه ومنهجه ورواده وطرق ممارسته
إن علم الاجتماع بطبيعته مصدر للتنوير يعود علينا بثلاث فوائد على الأقل
زيادة معارفنا بالعالم الذي نعيش فيه، عبر صياغة أحكام ومواقف موضوعية أكثر. فمجرد الانتماء إلى مجتمع ما لا يكف لمعرفته. علم الاجتماع بتجاوزه للمسلمات واختراقه للظاهر من الواقع الاجتماعي وبكشفه عن المسكوت عنه وخرقه للطابوهات، من شأنه أن يساهم في تشكيل رؤية نقدية لدينا حول العالم والمجتمع اللذين نعيش فيهما.
التنوير الذاتي، بزيادة معرفتنا بذواتنا وتعميق فهمنا لأنفسنا. فكلما زادت معرفتنا بالبواعث الكامنة وراء أفعالنا وخياراتنا وتعمق فهمنا لأساليب عمل المجتمع الذي نعيش فيه، تعززت مقدرتنا على التحكم والتأثير في مستقبلنا.
تنوير من في أيديهم السلطة (السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الدينية، الثقافية…) ومساعدتهم على طرح الأسئلة المناسبة واختيار المقاربات الناجعة في تسييرهم لشؤون المجتمـع. فالسياسات والخطط التي لا تنطلق من وعي مباشر بمسارات حياة الناس الذين تستهدفهم لا تتوفر على أي فرصة للنجاح
فعلم الاجتماع
هو دراسة الحياة الاجتماعية للبشرِ سواء بشكل مجموعات أو مجتمعات وقد عرّفَ أحياناً كدراسة التفاعلات الاجتماعية. وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشرِ وظهر كما هو حاليا كصياغة
علمية في أوائِل القرن التاسع عشرِ كرَدّ أكاديمي على تحدي الحداثة، فالعالم كَانَ يتحول إلى كل متكامل ومترابط أكثر فأكثر في حين أصبحت حياة الأفراد أكثر فردية وانعزالا ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي
تربط وتفصل الناس ليس فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات
علم الاجتماع يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية وهكذا يشكل حقلا جامعا لعدة اهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولينِ في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم
هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّكِ بشرِ في كافة أنحاء حياتهم. هناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذي توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي
يعمل أكثر علماء الاجتماع في عدة اختصاصات، مثل التنظيم الاجتماعيِ، التقسيم الطبقي الاجتماعي، وقدرة التنقل الاجتماعية، العلاقات العرقية والإثنية، التعليم، العائلة، عِلْم النفس الاجتماعي، عِلْم الاجتماع المقارن
وعلم الاجتماع السياسي والريفي والحضري، الأدوار والعلاقات، علم السكان، علم الشيخوخة، علم الإجرام، والممارسات الاجتماعية
تمنى علماء الاجتماع أَنْ يَفْهموا التحولات التي طرأت على المجموعاتَ الاجتماعيةَ متطلعين لتَطوير دواءَ للتفككِ الاجتماعيِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق