مدخل الى الانثروبولوجيا
المحاضرة الاولى
مقدمة:
لم يكتب لنوع من أنواع الحياة ان يسيطر و يسود على أجزاء العالم مثل الإنسان ولم يغير كائن من وجه الطبيعة وأشكال الحياة النباتية والحيوانية مثلما فعل الإنسان وهو أعزل من كل أشكال القوة التي تتمتع بها أشكال الحياة الأخرى ولكنه تفوق عليها جميعاً بإستخدام قوته العقلية مع احتفاظه بقوى الغرائز جميعاً بإستخدامه العقل لم ينتصر الإنسان لأنه الوحيد الذي يقف على قدميه بين الكائنات الحية وانه الوحيد الذي يقبض على الأشياء بيديه ولم يتفوق لأنه الوحيد الذي يستخدم قدراته العقلية ولم ينتصر لأنه يمتلك كل تلك المميزات بل أنتصر لأنه لا يوجد كانسان فرد بل كانسان ثقافي و الإنسان الوحيد بين الكائنات الحية الذي تطورت قيمه وعاداته ومواقفه وتنظيمه الاجتماعي و عقليته وهو وحده يملك تاريخاً مستمراً من التقدم المتواصل والثقافة هي الوجه الآخر للانسان و لايوجد مجتمع بشري بدون ثقافة نظرا لأن الثقافة هي التي تميز المجتمع الانساني و الانسان بين الكائنات الخرى الحية الموجودة
مفهوم علم الانثروبولوجيا يتكون مصطلح الانثروبولوجيا anthrpology من كلمتين يونانيتين anthrpos ومعناها الانسان logos ومعناها الكلمة او الدراسة او المعرفة المنظمة وجاءت هذه التركيبة اللفظية لتعني دراسة الانسان او المعرفة العلمية لدراسة الانسان و مصطلح الانثروبولوجيا يعني لفظياً علم الانسان تعريف مارجريت ميد لمصطلح الانثربولوجيا : الانثروبولوجي يحاول وصف الخصائص الانسانية البيولوجية و الثقافية للجنس البشري عبر الأزمان و في مختلف المناطق + عندما نتحدث عن علم الإنسان فإننا نتحدث عن علم الانثربولوجيا خصائص علم الإنسان : - النظرة الشمولية في دراسة الانسان حيث يهتم بكل شئ له صلة بالإنسان سواء جانبه البيولوجي المادي او المعنوي الثقافي او بالنسبة لماضيه أو حاضره - الاتجاه الكلي التكاملي فعلماء الانثروبولوجيا يهتمون بدراسة ثقافة المجتمع ككل متكامل أي الربط بين الجانب المادي و المعنوي لما يدور في الحياة اليومية - استخدام المنهج المقارن فالباحث في علم الانسان يركز اهتمامه على المقارنة ين الثقافات عبر الازمان و الاماكن و ذلك للوقوف على العموميات و التعرف على المجالات التي تختلف و تتنوع فيها الثقافات الانسانية والتي تتشابه فيها - (العموميات هي الاشياء المشتركة بين المجتمعات ) - الاعتماد على الدراسة الحقلية لتجميع المادة العلمية أي المعايشة الميدانية داخل المجتمع - تركيز علم الانثروبولوجيا في بداياته على دراسة مايسمى بالمجتمعات البدائية و التي تتسم بأنها : + مجتمعات صغيرة نسبيا و متجانسة + محدودة الكثافة +تتصف بالعزلة +بساطة النظم الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية - علم تركيبي يهدف الى تجميع و تنسيق المعرفة حول الشعوب وثقافتها والسعي للربط و التاليف بين المعارف حول الانسان - خصوصية الفضولية الانثروبولوجية فهي تثير نوعاً خاصاً من التساؤلات لدى المختصين بها
المحاضرة الثانية
الخلفية التاريخية لعلم الانثروبولوجيا
يمكن ان تنسب بواكير علم الانثروبولوجيا الى العصور القديمة وهناك تصور بأن الاصول النظرية الاولى لعلم الانثروبولوجيا ظهرت مع عصر انهضة الاوروبية ومن المتفق عليه بين مؤرخي العلوم أن الانثروبولوجيا هي احدث العلوم الاجتماعية على الاطلاق ويمكن اعتبار الحروب والرحلات التجارية بمثابة الجذور الاولى لدراسات الانثروبولوجيا هناك من الدراسات العربية مايمكن ان يندرج تحت بند الدراسات الانثروبولوجية مثل كتاب البيروني عن الهند و المعاجم الجغرافية التي وضعها الرحالة المقدسي و ابن بطوطة و المسعودي و كتابات ابن خلدون عن العمران البشري فقد سجل بعض طبائع البشر في المجتمعات العمرانية المختلفة و ربط بين طبيعة الانسان و طبيعة العمران البشري ( المكان و المناخ ) تبلور مفهوم الانثروبولوجيا كعلم مع بداية القرن التاسع عشر العوامل و الحركات التاريخية التي اسهمت في ظهور علم الانثربولوجيا : - الرحلات الكبيرة والاكتشافات الجغرافية التي قام بها الرحالة المشهورين سواء كانت في الشرق او الغرب و قد امتدت من القرن الثالث حتى الخامس عشر الميلادي - عصر الاكتشافات الجغرافية خلال القرنين الخامس عشر و السادس عشر الميلادي حيث لعبت هذه الاكتشافات دوراً كبيراً في تنمية الحس الاثنوجرافي الوصفي في الكتابة عن الشعوب او الثقافات الغير أوربية - ظهور الاتجاه العلمي في الغرب من القرن السابع عشر اثر بدرجات مختلفة في تشكيل الفكر الحديث - الثورة التجارية لها دور بارز في اكتشاف الشعوب و التعرف عليها - رسخت الثورة الصناعية مبادئ ومنطلقات الثورة العلمية والفكرية - ادت الديناميات الاقتصادية و القوى الاجتماعية الجديدة ي اوربا الى ظهور الحركات الاستعمارية خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق