اضطرابات الشخصية




المقدمة :
ترجع البدايات الأولى بدراسة الاضطرابات الشخصية إلى العالم الفرنسي ( بينيل ) الذي يعد أول من قدم مفهوم الخبل الغير مصحوب بضلالات والخبل الأخلاقي حيث يقدم المصطلح وصفاً لسلوكيات غير مناسبة في أشخاص غير مصابين بنقص أو قصور في الذكاء حيث استمر تطوير وتحديد ووصف اضطرابات الشخصية إلى ان جاء الإصدار الرابع من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الذي يحدد المحكات التشخيصية للاضطرابات الشخصية في ضوء أ أنماط الشخصية وليس سمات الشخصية وذالك لان نمط الشخصية يقدم وصفاً تجميعياً مطلقاً وحاسماً عن الملامح والصفات ..
.................................................. .................................................. ..............................
الشـخـصية:
هي الصورة المنظمة المتكاملة لسلوك الفرد، والتي تميزه عن غيره أي أنها عاداته وأفكاره واتجاهاته واهتماماته وأسلوبه في الحياة.
وعلى كل حال فإننا عندما نصف شخصيه فإننا نصفها على أساس من السمات التي تتجلى على صاحبها مثل البشاشة، التجهم، السخاء، الصدق، حب السيطرة...الخ ولا نستطيع إن نصف هذه الشخصية بهذه ألسمه إلا إذا كانت تميز سلوك شخص، والشخصية ليست مجموعة من السمات ولكنها نتاج التفاعل بين هذه السمات. 
وعلى سبيل المثال:
الشخص الذكي، النشيط، المتعاون، طيب القلب، ولكنه مستسلم إن مثل هذا الشخص يصلح لان يكون تابعا مخلصا.
وهكذا نجد إن اختلاف سمة واحده من السمات التي تميز الشخصية يؤدي إلى تغيير ألصوره النهائية للشخصية، إن الشخصية تمر في مراحل مختلفة من الطفولة وحتى النضج. وكثيرا نجدنا نتكلم عن الشخصية الناضجة وهو مايعني وجود تناسق في السمات التي تميزها بطبع علاقات الفرد بالناس بطابع السلوك الصحيح الذي يعينه على تحمل كافة المسئوليات، وتقبل التضحيات المختلفة في سبيل بناء أسرته أو مجتمعه.
مفهوم الشخصية المضطربة :
الشخصية المضطربة هي الشخصية التي تنطوي على خصائص معينه تسبب اضطراب توافق الفرد مع نفسه أو مع الآخرين ، مع شعوره بالمعاناة وعدم السعادة لوجود مثل هذا الاضطراب ونظرا لتشابه اضطرابات الشخصية مع العديد من الاضطرابات النفسية ، فقد لايرى الفرد انه يعاني من مشكلة مع خصائص شخصيته وبالتالي لايمكن تشخيص اضطراب الشخصية إلا إذا ماتسبب الاضطراب في شعور الفرد بالتعاسة والمعاناة أكثر من المعتاد ، وقد تسبب اضطرابات الشخصية المعاناة للمحيطين بالفرد وزملائه في العمل أو أطفاله أو زوجته وما إلى ذلك أكثر مما تسببه للفرد نفسه
ويغلب إن تبدأ مظاهر اضطرابات الشخصية في فترة المراهقة أو أبكر من ذلك ، وتستمر تلك المظاهر معظم فترة حياة البالغ ، علما انه قد يقل وضوحها في منتصف العمر أو الشيخوخة.

العوامل المسببة للمشاكل والاضطرابات الشخصية فهي:
1_ العوامل الوراثية.
2_ العوامل النفسية.
3_ العوامل الأسرية.
4_ العوامل البيولوجية.
أولا : العوامل الوراثية:
تشير الدراسات التي أجراها العلماء والباحثون في مجالي التربية وعلم النفس إن العوامل الوراثية تلعب دورا خطيرا في ظهور الاضطرابات الشخصية ، فقد أوضحت الدراسات التي أجراها العالم ( ديفيد روزنثال ) رئيس معمل علم النفس بالمعهد الوطني للصحة النفسية في الولايات المتحدة إن أقرباء الدرجة الأولى (الوالدين والإخوة والأبناء) يمكن إن تظهر بينهم اضطرابات الشخصية بمعدل الضعف بالمقارنة مع أقرباء الدرجة الثانية (الأجداد والأعمام والأحفاد) حيث تزداد احتمالية تعرض الإفراد لتلك المشكلات كلما زادت درجة القرابة بينهم.
وهناك العديد من العلماء الذين يمزجون بين عوامل الوراثة وعوامل البيئة كعوامل مترابطة ومتلازمة في كل مرحلة من مراحل نمو الفرد ، وهناك من يعتقد إن البيئة لايمكن إن تؤثر إلا على الإنسان الذي يحمل خصائص وراثية معينة.
كما أوضحت الدراسات التي أجراها كل من الباحثون بكلية الطب ( بجامعة بيل) الأمريكية (ليكمان و وايزمان و مريكانجر و بوليس و بروسوف) إن أقارب الدرجة الأولى لإفراد مصابين باضطرابات الاكتئاب أو الهلع هم أكثر عرضة للإصابة بتلك الاضطرابات.
كما اتضح من تلك الدراسات إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من بين(5 _17)سنة ، والتي تنتشر تلك الاضطرابات بين والديهم هم أكثر عرضة أيضا للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب والهلع مثل الوالدين تماما ، وان هناك علاقة وثيقة بين اضطرابات القلق والاكتئاب لدرجة إن حدوث احدهما يزيد احتمالية حدوث الأخر كما أجرى العالم ( أزنك وبريل) دراسات على التوائم (أحادي البيضة) و ( ثنائي البيضة) ، وقد أوضحت تلك الدراسات تزايد معدل حدوث تلك المشكلات الشخصية بين زوجي التوائم المتماثلة بحيث إذا أصيب احدهما بمشكلة ما فغالبا ما يصاب الأخر بها.
وعليه فقد أصبح واضحا إن العوامل الوراثية تلعب دورا أساسيا كمسببات للمشكلات الشخصية لدى الأطفال والمراهقين ، ورغم صعوبة تحديد مدى تأثير العوامل الوراثية ، فإن هناك بعض الإفراد قد تظهر عليهم استعدادات للإصابة بالقلق والاكتئاب كرد فعل للنظام البيئي الذي يعيشون فيه ، ومن المهم إن نأخذ في اعتبارنا إن الأطفال والمراهقين يحملون معهم خصائص واستعدادات وميولا معينة إلى النظام البيئي الذي يعيشون فيه ، وينبغي عدم اعتبارهم مجرد متلقين سلبيين لتأثير العوامل البيئية عليهم ، فهم يتأثرون بالبيئة ويؤثرون فيها.
إن معالجة هذه الحالات لدى الأطفال والمراهقين تتطلب دراسة شاملة لأحوالهم الأسرية بغية التعرف على مسببات تلك المشاكل وعلاجها.
ثانياًَ : العوامل النفسية :
يعتقد العديد من العلماء والمفكرين التربويين ، وفي المقدمة منهم العالم (فرويد) إن القلق يعتبر عاملاًَ أساسيا في حدوث المشكلات النفسية لدى الطفل خلال مراحل النمو ، من الميلاد وحتى الطفولة المبكرة ، حيث يواجه الطفل ضغوطاًَ مستمرة من الوالدين وغيرهم من إفراد الأسرة
المحيطين به، لكي يستطيع التكيف مع العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية وهم يسعون إلى كف غرائزه الأولية ومنع إشباعها الفوري.
إما الطفل فيحاول نتيجة تلك الضغوط كبت الغرائز غير المقبولة لدى الأسرة ، والتي غالبا ماتنطوي على رغبات جنسية وعدوانية ، بسبب تلك الضغوط المسلطة عليه إثناء عملية تدريبه وتنشئته الاجتماعية من قبل أسرته ، غير إن شدة تأثير وسيطرة تلك الغرائز على الطفل تحول دون كبتها بصورة تامة ، حيث تبقى ضاغطة على الطفل طلبا للإشباع ، وهذا مايؤدي إلى إن تصبح الغرائز مصدرا لتهديد بالظهور والإفصاح عن نفسها من وقت إلى أخر.
ويسود الاعتقاد لدى العلماء إن تهديد الغرائز بالظهور إلى منطقة الشعور ، ومحاولة الطفل إشباعها تعتبر السبب الأساسي لحدوث (القلق) لدى الطفل ، حيث يجبر على بذل أقصى الجهد لمنع ظهور تلك الغرائز إلى الشعور ، وقد يؤدي إخفاقه في كبت غرائزه إلى التعرض إلى (القلق الحاد) ، وربما إلى (الهلع) لدى البعض الأخر ، وقد يتسبب ذلك في حدوث إعراض جانبية أخرى كالمخاوف المرضية ، والشكوى من بعض الأشياء البيتة ، والشكوى من بعض الآلام الجسمية دون سبب عضوي واضح ، وقد يوجه الطفل دوافعه العدوانية إلى نفسه ، حيث يظهر ذلك في صورة إعراض (الاكتئاب) ، (و الخوف) من الانفصال عن الوالدين ، أو من المدرسة ، كما يمكن إن يحدث الاكتئاب نتيجة محاولة الطفل التحكم في الغضب ، والحزن ، لاشعوريا ، وذلك بتوجيه تلك المشاعر نحو الذات .
ويرى العالم (إريكسون) إن خبرة الطفل في اكتساب الثقة بدلا من الشكوك تعد مرحلة مهمة في حياته ، والتي سوف يبني بموجبها علاقاته مع الآخرين ، ومع العالم من حوله مستقبلا ، فإذا أخفقت تلك الخبرات المبكرة في توفير مشاعر الأمن والارتباط بالآخرين فإنه سوف ينظر للعالم من حوله باعتباره عالما مخيفا لا يوفر الأمن الكافي والتقبل به ، وهذا يقود بدوره إلى أن يصبح القلق أمر حقيقي في وجودة ، وقد يتعرض في المراحل التالية من حياته إلى نتائج مدمره تسبب له القلق واليأس وتشمل تلك المراحل في نظر (اريكسون) الاستقلال في مقابل الخجل والريبة ، والمبادأة مقابل الشعور بالإثم والذنب ، والمثابرة مقابل الشعور بالعدوانية ، والشعور بالهوية مقابل تشويه الهوية.
وبسبب عدم قدرة الطفل على التعامل مع العالم المحيط به بثقة ، فإنه يتعرض للشعور المزمن بالقلق ، والميول الدفاعية ، والانطواء ، وكل ذلك يؤدي في النهاية إلى نشوء مشكلات نفسيو شديدة ، وقد تتخذ صور الجبن ، والعزلة الاجتماعية والاكتئاب.
ولابد أن أشير في النهاية إلى أن أساليب التخويف الذي تمارسها الأسرة تجاه الطفل يمكن أن تتحول إلى محفز أساسي للقلق ، ثم أن الخوف يتحول إلى حالة مرضية لدى الطفل من خلال المعايشة والمواجهات الاجتماعية ، فعندما يرى الطفل والده يواجه متطلبات الحياة باستمرار بحالة خوف ، أو يتحدث إمامه بأسلوب يعبر عن اليأس والاكتئاب والقلق من المستقبل فإنه يمكن إن ينقل تلك المشاعر والأفكار المؤذية لطفلة ، حيث ينتاب الطفل شعور بأن العالم من حوله مكان مخيف ، ويدفعه إلى الانكماش والانعزال والجبن ، والخجل الشديد ، والتخوف من النقد.

أن على الإباء والأمهات أن يدركوا أن أبناؤهم يراقبونهم دائما في كل حركاتهم وتصرفاتهم ويقلدونهم ويتعلمون منهم ، ولذلك يجب عليهم أن يكونوا قدوة مثالية لأبنائهم ، ويمدونهم بكل ماهو جيد ومفيد ، ويبعدوا عنهم أي شعور بالخوف أو القلق ، ويوضحوا لهم أن الحياة شيء جميل ورائع مهما واجه الإنسان من مصاعب ، وان السعادة في أن يواجه الإنسان الصعاب ويتغلب عليها بجده وجهاده ، ولا شك في انه قادر على تحقيق ذلك إذا شاء .

ثالثاًَ _ العوامل الأسرية :
ذكرنا فيما سبق أن الأطفال يتشبهون دائما بإبائهم وأمهاتهم ، ويقلدونهم في حركاتهم وتصرفاتهم ، ويأخذون منهم الكثير من الصفات والعادات ، وقد اتضح من الدراسات التي أجراها العديد من العلماء أن الأطفال ذوي المشكلات الشخصية هم في الغالب ينتمون إلى اسر يعاني فيها احد الوالدين ، وربما كلاهما من نفس المشكلات.
فقد أوضحت الدراسات التي أجريت على العديد من اسر الأطفال المراهقين ذوي المشكلات الشخصية وجود العديد من الخصائص التي تجمع بين الوالدين والأبناء ، ومن بينها التسلط والقسوة ، والتحكم الزائد، فالوالدان يعلمان أطفالهما، سواء عن قصد أو دون قصد، أن العالم من حولهم مخيف ، وان الفرد الذي يعيش فيه يتعرض تلقائيا للتوتر والقلق ، ويحذرونهم باستمرار من أن أي أخطاء يرتكبونها تعرضهم للنبذ والرفض من الآخرين.
أن هذه الأساليب تسبب للطفل الشعور المستمر بالخجل مما يجعله يتجنب لقاء الآخرين ، أو جلب انتباههم لكي لا يتعرض للنقد أو الرفض ، وبالتالي يسيطر عليه الجبن والعزلة الاجتماعية.
وقد تلجأ بعض الأسر إلى توجيه النقد لأطفالهم باستمرار من أي عمل أو تصرف يأتون به ، فهم ينتقدونهم على مظهرهم أو ملابسهم أو عاداتهم أو خصائصهم الشخصية أو أصدقائهم أو قدراتهم وانجازاتهم الدراسية، وقد يوجهون لهم صفات سيئة جدا، كأن يصفونهم بالغباء أو القبح أو التفاهة وغيرها من الصفات السيئة التي تؤثر بالغ التأثير على حالتهم النفسية.
كما أن بعض الأسر تغالي في حرصها الشديد على أطفالها، وتسعى لتوفير الحماية الزائدة لهم من المخاطر المحتملة ، وتحذرهم باستمرار من الآخرين، أو من الكلاب أو غيرها من الحيوانات ويحاولون أن يصوروا لهم صورة مفزعة عما يمكن أن يحدث لهم إن هم ابتعدوا عنهم ، وهكذا يخلقون لدى أطفالهم شعورا بأن ذويهم يحاولون فعلا تجنب المواقف والناس لشعورهم بالخطر.
وفي أحوال أخرى تحاول بعض الأسر تشجيع أطفالها ، على تأكيد ذاتهم، واستقلاليتهم ، وقد يوجهون لهم العقوبة إذا ما مارسوا أمورا تعبر عن عدم الاستقلالية بتوجيه الاتهامات لهم بعدم الكفاءة والقدرة ، وفي أحيان كثيرة يشجعون أطفالهم على اتخاذ القرارات بأنفسهم، لكنهم يعاقبوهم إن اخطأوا، وقد نجد البعض يشجعون أطفالهم على التحدث وفي الوقت نفسه يخبرون الآخرين الجالسين معهم بأن طفلهم يشعر بالخجل، وغير ذلك من الصفات التي تعبر عن عدم الكفاءة ، وهذه الازدواجية في التعامل مع أطفالهم يمكن أن تعرضهم إلى الكثير من المشاكل النفسية كالارتباك والقلق ، والغضب، والجمود.
ينبغي على الوالدين وعلى المربين أن يحرصوا على عدم توجيه أي عبارات تنم عن الاستهانة بالأطفال ، أو تحط من قدرهم أو قابليتهم، أو إشعارهم بالإحباط إذا مااخطأوا في عمل ما ، فالذي لايعمل هو فقط الذي لا يخطئ .

إن الواجب يقتضي منا تقويم أخطائهم أن حدثت بروح من التفهم والاحترام لمشاعرهم ، وتنمية شعورهم بالثقة بالنفس ، وبعث الشجاعة الأدبية لديهم لكي نمكنهم من مواجهة المجتمع والعالم المحيط بهم بكل همة ونشاط وهم على أكمل استعداد.


رابعاً العوامل البيولوجية:
اقترح العلماء أربع مجالات تشرح الارتباطات الملحوظة بين العوامل البيولوجية واضطرابات الشخصية وهي كما يلي :
1- التنظيم المعرفي الإدراكي : يندرج هذا البعد تحت نطاق طيف الفصام ويشمل كلا من الفصام والمجموعة ( أ ) من الاضطرابات الشخصية واضطرابات الطيف الفصامي شائعة بين أقارب الدرجة الأولى للمريض كالوالدين والإقران والأبناء 
وكذلك نجد لديهم صعوبات في عملية الانتباه وقصور التواصل الاجتماعي كذلك الأفراد ذوي الاضطرابات الشخصية يعانون من قصور جزئ في حركة العين كتلك التي تظهر في مرضى الفصام .
2- الاندفاعية والعدوان : تعكس الفروق الفردية في درجه الاستجابة للمثيرات خارجيا وداخليا حيث أن الأفراد موجهين في أعمالهم ويجدون الصعوبة في توقع اثار سلوكهم أو التعلم من النتائج غير المرغوبة لسلوكهم السابق حيث نجدهم يؤجلون التصرفات المناسبة وخاصة في الشخصية الحدية والمعادية للمجتمع .
3- عدم الثبات والاستقرار العاطفي : يرتبط في المجموعة ( ب ) من الاضطرابات الشخصية وخاصة الشخصية الحدية والهستيرية حيث تبين من خلال الدراسات الحديثة على أن الفروق الفردية في التنظيم المزاجي والاستقرار العاطفي ترتبط بإعادة تنشيط إفراز الدومابين .
4- القلق والقمع أو الكف: يرتبط بالمجموعة ( ج ) من الاضطرابات الشخصية القلقة والخائفة وقد ربطت النتائج بين الخوف الاجتماعي وهو احد اختلال القلق باضطرابات الشخصية التجنبية .
العلاج :
ليس هناك وصفة عامة لكل هذه الاضطرابات. لكنه يحسن في الغالب عمل ما يلي:
1. القيام ببعض الفحوصات المخبرية للتأكد من عدم وجود استخدام للمخدرات أو أمراض معدية مثل الايدز وغيره.
2. القيام باختبارات نفسية تدعم التشخيص الإكلينيكي وتعطيه بعداً منهجياً مقنناً في الفحص والتقييم.
أما العلاج فإنه يمكن أن يكون كالآتي:
1. العلاج التحليلي (Dynamic Psychotherapy): ويهتم برؤية المريض للأحداث من حوله باعتبار أنها ربما تشكلت من خلال علاقاته الإنسانية في حياته المبكرة. ومن خلال استبصار المريض بالعلاقة بين خبراته المبكرة وواقعه ، يمكن أن يحدث التغيير نحو الأفضل.
2. العلاج المعرفي (Cognitive Psychotherapy): ويهتم بتشوهات الإدراك التي تكونت نتيجة تبني أفكاراً غير عقلانية لمدة طويلة. ودون النظر في الأسباب تهدف هذه المدرسة العلاجية إلى مساعدة المريض في التعرف على هذه التشوهات والأفكار ومن ثم تعليمه الأسلوب الأمثل للتغيير.
3. العلاج البينشخصي (Interpersonal Psychotherapy): ويرتكز على أن بعض المشكلات المحددة في العلاقات الشخصية مثل وضوح الدور ، وإطار العلاقة يمكن أن تكون هي السبب في الاضطرابات النفسية واضطراب الشخصية. ومن خلال إصلاح هذا الخلل في طبيعة العلاقات يمكن أن تتغير السلوكيات والأفكار التي تحدد معالم الشخصية. 
4. العلاج الجماعي (Group Psychotherapy): الذي يسمح لاضطرابات التفكير والسلوك في الظهور بين أفراد الجماعة. ويستخدم تحديدها والوقوف عندها لفهمها نوعاً من التغذية الراجعة لأعضاء الجماعة. ومن هنا يحدث التغير المطلوب في الشخصية.
5. العلاج السلوكي الحواري (Dialectical Behavior Therapy): ويرتكز حول تعلم مهارات التواصل ، والتكيف ، والتحكم في الانفعالات. ويمكن تطبيق هذا الأسلوب في إطار علاج فردي أو جماعي. 
أما العلاج الدوائي فإن دوره في علاج اضطرابات الشخصية محدودٌ جداً. ولكنه يمكن أن يستهدف أعراضاً محددة أو اضطرابات نفسية أخرى قد يتزامن وجودها مع وجود اضطراب الشخصية في مرحلة ما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

keyboard_arrow_up

جميع الحقوق محفوظة © عرب سوسيو- طلبة علم الإجتماع القنيطرة -

close

أكتب كلمة البحث...